الطلاق أبغض الحلال عند الله كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه حل لبعض الأسر وكارثة عند بعضها الآخر خصوصاً في ظل وجود أطفال قُصر، فالطلاق كارثة اجتماعية لها أسبابها الفكرية والثقافية والاقتصادية وله آثار نفسية وتربوية مُدمرة ، بالأمس قرأنا خبر صحفي مفاده أن وزارة العدل اشترطت عدم وقوع الطلاق إلا باتفاق الطرفين وتحويل قضايا الطلاق للجان الصُلح!

الطلاق لا يقع باتفاق الطرفين فنهاية الحياة الزوجية تكون بإحدى طريقتين إما خُلع وإما طلاق، من النادر جداً وجود زوجين تفاهما بعد تعذر العيش سويةً على الانفصال وقد يكون خيالاً لا نراه إلا في بعض المسلسلات، الزواج عقد شراكة بين طرفين ذكر وأنثى مبني على المودة والرحمة والحُب وتقبل الطرف الآخر والتغاضي والتغافل لتستمر قافلة الحياة، فلا يخلو يوم من موقف أو غضب لكن الحكمة والمحبة تضبط إيقاع الحياة اليومية رغم ما يحيط بها من منغصاتِ متشعبة ومُعقدة ، ارتفاع نسب الطلاق ينم عن وجود مشكلة اجتماعية فالطلاق ليس جريمة لكنه كارثة اجتماعية له آثاره النفسية والتربوية على المدى القصير، لكي نقف على تلك المشكلة الاجتماعية والمرض العصري لابد من وجود دراساتِ علمية منهجية دقيقة تحلل المشكلة بشكلِ علمي وليس عاطفي ومن ثم نستطيع وضع حلول لتلك المشكلة وتخفيض نسبها المتصاعدة بشكلِ كبير.

لماذا لا يوجد لدينا دراسات منهجية علمية، لأنه لا يوجد لدينا مراكز بحثية متخصصة وإن وجدت فدراساتها مركونةُ على الرف وتكتفي تلك المراكز بجمع رسائل الماجستير والدكتوراة المكررة البعيدة عن الواقع فكرةً وتطبيقاً، نحن في أمس الحاجة لوجود مراكز بحثية متخصصة في الشأن الاجتماعي الاقتصادي والتربوي والتعليمي والطبي والصناعي والتكنولوجي الخ فلن نستطيع التقدم خطوة إلى الأمام والعربة مُثقلة بملفاتِ وقضايا لا حلول لها ولا مضادات تخفف من تفاقمها على أقل تقدير فالطلاق مرض لكنه حل في بعض الأحيان؟ .