جودة الحياة وتنويع مصادر الدخل وتشجيع السياحة الداخلية واستقطاب السائح الأجنبي وتشجيع الفنون والتوسع في المشاريع السياحية والتنموية والصناعية أعمالُ خلاصتها ازدهار ونمو الوطن وزيادة فرص العمل وتشجيع الكفاءات المحلية واستقطابها ونقل التقنية إلى الوطن، تلك العناوين والأعمال يعترضها بعض العوائق فهناك ممارسات تتسبب في تأجيل بعض الأحلام وقد تعرقل المسيرة وتتسبب في تعثرها!

بكل تأكيد تلك الممارسات عراقيل تُعرقل عجلة التقدم ولو نظرنا بعينِ فاحصة نحو صناعة السياحة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى لوجدنا أن استمرار إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة سلوك يُعرقل استقطاب السياح الأجانب فكيف يبقى السائح مُنتظراً على قارعة الطريق والعُذر أداء الصلاة!

الصلاة عبادة دينية خاصة بالمسلمين وقد يكون السائح غير مسلماً فليس من المعقول إبقاءه منتظراً لأن هناك فئة تؤدي العبادة، ليس السائح وحده المتضرر بل الجميع متضرراً سائح أو مواطن أو مُقيم والضرر يتعدى ليشمل الاقتصاد والأعمال وحركة المال، الضرر مُتعدي فإغلاق المحلات التجارية سلوك اجتهادي يمكن أن يكون مناسباً في الماضي لكنه لم يعد مناسباً للتطبيق حالياً لعدة اعتبارات اجتماعية واقتصادية وثقافية أيضاً ، في السابق كان منع المرأة من قيادة السيارة يحد من انخراطها في العمل لكن بعد أن قادت بقيت المرأة مسلمة محافظة على نفسها يحترمها الجميع ويحميها القانون، إذا تخلينا عن فكرة إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة سيبقى المجتمع مسلماً وسيؤدي الناس الصلاة فُراداً وجماعات لن يتخلى المجتمع عن دينه كما يعتقد البعض بل سيؤدي العبادة بطمأنينة بعدما كان يؤديها على عجلةِ من أمره ليلتحق بقوافل المتسوقين قبل أن تؤصد الأسواق أبوابها استعداداً للصلاة القادمة.

اذا لم يتم التخلي عن فكرة إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة فلماذا لا يتم تحديد وقت الصلاة ليتسنى للأعمال أن تعود إلى سابق عهدها فتحديد الوقت سيقضي على الإغلاق لفترة طويلة وسيقضي على من يستغل وقت الصلاة للخروج من العمل بذريعة أداء الصلاة ولا يعود إلا متأخراً، فكرة تحديد الوقت أظنها فكرة عاقلة جداً خصوصاً وأن لنا تجربة في ذلك فقد تم تحديد الوقت بين الاذان والإقامة بعشر دقائق بعد أن فُتحت المساجد والجوامع لأداء الصلاة وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الذي شل الحركة وحول العالم لقريةِ مهجورة ابان ظهوره، من الصعب جداً التخلي عن فكرة لكن من الصعوبة استمرار تلك الفكرة في ظل وجود متغيرات خصوصاً وأن تلك الفكرة وأمثالها عبارة عن اجتهاد بشري لا قدسية له فحمل الناس على إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة مثالية زائدة لا تزيد من إيمان الفرد بقدر ما تشعره بأنه في حالة حِصار طالما أن الأذان ارتفع والأبواب أُغلقت بوجه المتسوقين الذين لا يملكون إلا الانتظار .