أوضح الدكتور مقبل الحديثي، الاستشاري في الأمراض المعدية، اليوم الجمعة، أسباب تفشي فيروس كورونا المستجد في معسكر نادي ‫الهلال من الناحية الوبائية، لافتًا إلى أن العدوى قد تكون دخلت من خلال إصابة بعض منسوبي بعثة وغالبًا يكون من اللاعبين.

وقال استشاري الأمراض المعدية، أن ذلك بالتزامن مع مباراتهم مع نادي ‫الشباب واحتفالاتهم بالبطولة سواءً داخل الملعب أو خارجه، مضيفًا: ” يتميز المجتمع المغلق بترابط أفراده وتكرار اختلاطهم مع بعض من خلال أنشطتهم اليومية وصعوبة عزل بعضهم عن بعض مما يجعل التزامهم بالتدابير الفردية للوقاية من عدوى كورونا صعبة نتيجة الملل والثقة المكتسبة فيما بينهم”.

واستطرد “الحديثي” : “‏لمعرفة كيف دخلت العدوى إلى معسكر ‫الهلال نحتاج إلى عمل تقصي وبائي دقيق من قِبل فريق من المختصين وأفضل من يقوم بذلك هم الزملاء في وزارة الصحة حتى بعد عودة البعثة إلى الرياض.. وهذه الدراسة مهمة جدًا لمعرفة كيف انتشرت العدوى وما عوامل الخطورة التي أدت إلى هذا التفشي الشديد”.

وتابع: “من مرئياتي الشخصية وبدراسة الخط الزمني لبداية العدوى وانتشارها بين أفراد البعثة حتى تاريخ اليوم فإني أرجح أن تكون عدوى ‫كورونا دخلت من خلال إصابة بعض منسوبي بعثة وغالبًا يكون من اللاعبين بالتزامن مع مباراتهم مع نادي ‫الشباب واحتفالاتهم بالبطولة سواءً داخل الملعب أو خارجه”.

وأردف: “‏بعد ذلك استمر ظهور الحالات بين اللاعبين ثم الإداريين وهذا غالبًا نتيجة استمرار المخالطة بين أفراد البعثة قبل عزل الحالات المؤكدة في وسائل النقل (الطائرة من الرياض والحافلة إلى الملعب) وكذلك أثناء التدريبات المشتركة والمطعم واستعمال أدوات التدريب المشتركة”.

وأضاف مقبل الحديثي: “‏سلبية الفحص من مرة واحدة لا ينفي الإصابة بصفة قطعية فربما تكون سلبية كاذبة (false negative) وهذا يعطي أمانًا للمخالطين ويجعلهم يتهاونون في اتباع الإجراءات الوقائية”، متابعًا: “من مشاهداتنا لتصرفات اللاعبين في الملعب وفي غرفة الملابس وغيرها مما يتم نشره (في الهلال وغيره من الأندية) نرى عدم التزام اللاعبين في التباعد وارتداء الكمامة بشكل صحيح واحتضانهم لبعض أثناء الاحتفال والفرح وغير ذلك”.

وأشار إلى: “من المعلوم أن الضحك والصراخ والتنفس القوي يؤدي إلى تطاير كميات كثيرة من الرذاذ الذي قد ينتقل إلى مسافات أطول من المعتاد وكذلك يمكن أن يبقي عالقًا في الهواء لمدة أطول وهذه العوامل تزيد من انتشار عدوى كورونا بشكل كبير خصوصًا إذا كان المكان مغلقًا وضعيف التهوية مثل غرفة الملابس”.