ظل المُطرب المصري عبدالحليم حافظ يُفضل فنّه وجمهوره على أي شيء آخر طوال حياته، حتى جاء حفل “قارئة الفنجان” وأفسد تلك العلاقة.

وظهر الأمر عند غضب العندليب على جمهوره في الحفل؛ بسبب الانفعال والتفاعل الزائد لهم مع الأغنية، وهو ما أغضب عبدالحليم حافظ وجعله يخرج عن طوره.

وأوضح الماكير محمد عشوب، أنه كان يصطحبه من البيت حتى المسرح، وفي يوم الحفل ذهب إلى البيت وبدأ في تجهيز العندليب في حين كان يوشك ابن خالته عبدالرحيم على وضع شريط أغنية قارئة الفنجان التي كان سيُغنيها في الحفل بالمُسجل؛ حتى يسمعوها كعادتهم قبل كل حفل.

وأضاف أن العندليب رفض سماع الأغنية، معربًا عن رفضه غنائها لأن قلبه مقبوضًا منها، وإنما سجّلها بسبب إقناع الشاعر الكبير نذار قباني له بها.

وأشار إلى أنهم ذهبوا إلى نادي الترسانة وقبل الدخول، نادى عليه أحد المعجبين وأخبره بأنه خيّط معطفًا له، وعندما رآه ضحك لأن المعطف مرسوم عليه فناجين كثيرة، في إشارة إلى أغنية “قارئة الفنجان”، وطلب منه أن يرتديه وأصرّ عليه حتى غضب العندليب.

وتابع أن مرافقي العندليب تصرّفوا مع الرجل حتى ذهب، مضيفًا أنه بعد هذا الموقف كان حزينًا وغاضبًا قبل الصعود على المسرح، وأعرب عن رفضه الغناء في هذه الحفلة، وصعد إلى خشبة المسرح منفعلًا.

وأكد أنه كان خائفًا من الأغنية بسبب إحساسه بها وبالاكتئاب التي تتضمنه والنظرة السوداوية للمستقبل فيها، بينما استقبله الجمهور بالتصقيف الحاد والتفاعل مع المقدمة الموسيقية وهو ما أثار غضبه أكثر، موضحًا أنها كانت “شؤم عليه”

وخرج عبدالحليم حافظ بعدها لتبرير ما حدث، مؤكدًا أنه غضب على 20 أو 25 شخصًا من الجمهور الحاضر، وليس ضد الجمهور الذي حضر الحفل كله أو الجمهور الذي يسمعها في التليفزيون والراديو.

وأضاف أنه شعر بأن هؤلاء الأشخاص مدسوسين في الحفل ليقوموا بافتعال الصوت واستخدموا “صفارة الملاعب” كثيرًا لإحداث شوشرة.

وأكد في حديث تليفزيوني، أنه طالبهم كثيرًا بأن يسمعوا الأغنية، وعندما فقد أعصابه قال لهم “بس بقى”، وعندما حدث ذلك صفّق له بقية الجمهور وهو ما يعني أنهم كانوا متضررين كذلك منهم.

وأفاد بأن ما حدث أثّر عليه وعلى ذهنه وجعله ينسى الكلام، لكن جمّع ذاكرته ونفسه مرة أخرى واستكمل الأغنية.

وعلّق العندليب على بذلة الفناجين التي قدّمها له الرجل، موضحًا أنه قدّمها له على المسرح أثناء غنائه وهو ما وضعه في موقف حرج، مشيرًا إلى أنه كان من الأولى أن يُقدمها له في غرفته وليس المسرح.

يشار إلى أن هذه الأغنية كانت آخر أغنية يُقدمها عبدالحليم حافظ قبل رحيله في 30 مارس عام 1977، بعد صراع مرير مع مرض البلهارسيا.