أوصى استشاري الطب النفسي بكلية الطب بجامعة جازان “موسى آل زعلة” بضرورة تطبيق الأسرة عدة خطوات تربوية وصفها بالمهمة ويجب المحافظة عليها لتحقيق النجاح الأسري. كما أوصى بضرورة وضع نظام داخل كل أسرة بالتفاهم بين الوالدين. جاء ذلك في برنامج “بيوت مطمئنة” احدى مبادرات أوقاف الشيخ “محمد الراجحي الخيرية” في نسختها الثانية.

وقال “آل زعلة”: لتحقيق الاستقرار الأسري يجب أولًا اشباع الحاجات الأساسية لدى الأطفال، كالحاجة للحب والعاطفة والحنان، والحاجة للأمن والطمأنينة، والحاجة الاجتماعية حتى يشعر أنه منتمي لهذا المجتمع، والحاجة لتحقيق وإثبات الذات، والحاجة للقبول والتقدير والاحترام، فإذا أشُبعت هذه الحاجات ستجعل العلاقة إيجابية بين الوالدين وأبنائهم.

وأضاف: ثاني خطوات التربية.. أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين لأنه بدون ذلك سيكون الاتفاق ضعيفًا. وأخرها: إعطاء الأبناء أوقاتًا كافية، فالجميع يسمعون أن من علاجات التعامل مع الأجهزة توفير البدائل، ولكن هل نحن نُعطي وقتً كافٍ حتى نوفّر هذه البدائل؟ فبعض الحريصون الذين يهتمون بتعليم أبنائهم يأتون بأجهزة آمنة؛ سواءًا مسموعة أو مقروءة أو مشاهدة للمنزل ولكن لا يجلسون مع أبناءهم وتلك هي المشكلة!

وواصل “آل زعلة” حديثه: أُلخِص التعامل مع التقنية والأجهزة الإلكترونية في 3 محطات: بناء علاقة تربوية أسرية إيجابية فيما بين الزوجين، ومن قِبل الوالدين مع الأبناء والبنات. وأما المرحلة الثانية: وضع نظام للتعامل مع هذه الأجهزة، بدءًا من تشاور الوالدين ثم يُشاورون فيه أفراد الأسرة. وتأتي الخطوة الثالثة التي تُعتبر مهمة جدًا، وتكمُن في تطبيق هذا النظام والحزم فيه والمتابعة والاستمرارية. لأن بعض الآباء يغضب يومًا ويرتفع صوته ويُلغي ما سبق ويقوم بسحب الأجهزة لفترة قد تطول، وبمجرد انشغاله تعود الأمور كما كانت، الأمر الذي يجعل الأبناء لا يحترمون النظام.

وشدّد استشاري الطب النفسي على ضرورة أن يكون شراء المواد الالكترونية بإشراف الوالدين، بقوله: “يجب أن تكون كافة احتياجات الأبناء من أدوات وأجهزة وملابس بإشراف ومتابعة الوالدين، حتى وإن كان بعض الأبناء أكثر اطلاعًا من الآباء في هذا الجانب الإلكتروني، ولكن قد تغيب عنهم بعض الجوانب القانونية والمالية”.

وأكمل: “مِما نُنبه عليه قد يكون رقم التواصل في الطلبات الالكترونية باسم أحد البنات وتتعرّض لمضايقة من مندوب التوصيل، فيجب أن تكون وسيلة التواصل إما للأب أو الأم. وكذلك تُقنّن الطلبات ولا يُترك المجال للجميع للطلب أيًا شاء لما فيها من خطورة على الأبناء والبنات”. وختم بقوله: أُنبّه على متابعة الأبناء فيما يُتابعون من مواقع الكترونية يشتركون فيها، لما قد يلحق بهم من مخالفات قانونية أو شرعية.

ووجّه “آل زعلة” في حديثه: “من يقول إنه وفّر كل احتياجات أفراد الأسرة واكتشف بأن أحدهم يومًا قد أقام علاقة غير شرعية سواءًا بالهاتف أو وسائل التواصل المتعدّدة، فغالبًا ولا نُبرّر ولكن نُفسّر بأن من أهم أسبابها، ضعف الاشباع العاطفي في الحب والعطف والحنان؛ باعتبارها حاجة إنسانية، بل كما يُقال: (كلٌ يُحب أن يَحِب ويُحب)، من خلال شعور الانسان أنه محبوب وأيضًا محبته للآخرين”. وأنوّه على نقطة مهمة: لا نُشكّك في محبة الوالدين لأبنائهم، ولكن إشكالية التعبير، امتثالًا لقوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح: “إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ”.

جدير بالذكر، أن برنامج “بيوت مطمئنة” احدى مبادرات أوقاف الشيخ “محمد الراجحي الخيرية” في نسختها الثانية، وتهدف إلى توعية الأفراد والأسر بخطورة بعض الأفكار التي تعكّر صفوها، وتُناقش ذلك من يوم الأحد إلى الخميس طوال شهر محرّم الجاري، وذلك عبر إذاعة UFM الإخبارية، وحساب الأوقاف في منصة “تويتر”.

ويناقش “البرنامج” الذي يُبث من “الأحد إلى الخميس” من 11-12 ليلًا، ويُدير تقديمه، مدير مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية الدكتور خالد الحليبي؛ العديد من موضوعات الإرشاد الأسري من خلال دعم المراكز الإرشادية، وتأهيل المستشارين الاجتماعيين، ودعم وإنتاج البرامج المجتمعية التي من بينها “بيوت مطمئنة”.