أسامي وأسماء توأمان متناقضتان في كل شيء، الأولى تشبه والدتها في جمالها وفي طباعها المسالمة اللطيفة، والثانية تشبه والدها في فظاظته وقبحه، لهما أخ من الأب اسمه شديد، وله من اسمه نصيب، فهو قاسٍ لا يعرف للرحمة طريقاً، والدهما هو الآخر جلف بما يكفي لغياب مشاعر الأبوة من حياته، تقاعد من عمله، وعاش في بيته المتواضع في عالم يتخذ من الفقر والقسوة وتهميش الأنثى عنواناً له، كان والدهما يحلم بمولود ذكر بعد سنوات من العلاج ولكنه بُشر بهاتين الفتاتين فظل وجهه مسوداً وهو كظيم بقية حياته.

عرفت أسامي أن شقيقتها أسماء المتمردة القوية على علاقة بشاب اسمه منصور، وأنهما يخططان للهرب خارج البلاد، حاولت أسامي ما في وسعها لثني توأمها وأخبرتها بأنها كشفت الخطة ولكن عبثاً كانت تحاول، فقررت الاستعانة بصديقتها عفاف (شقيقة خطيبها صادق) والتي كانت على علم بكل ما يحدث لشقيقتها، وأجبرتها على مواجهة منصور وتهديده بعد أن عرفت منزله عن طريق موقعه الذي أرسله لجوال أسماء، وقد أخذته دون علمها.

ذهبت بمعية عفاف إلى منزل منصور، وهناك كانت المفاجأة فمنصور يعرفها جيداً، ورحب بها في ظل تواري عفاف عن الموقف وكأنها تعرف ما تخبئوه، أنكرت معرفتها بمنصور تماماً في ظل إصراره وتبيّن لها من الحوار أن شقيقتها القبيحة كانت ترسل صور شقيقتها الفاتنة أسامي إلى منصور على أنها هي، وفي أثناء استماتتها لمصارحته بالحقيقة وتهديده بالشرطة إن هو استمر في إغواء شقيقتها، وفي هذه الأثناء دخل والده للقصر، فاضطرا للاختباء في الملحق الجانبي لحين دخول والده الشديد المعنف السكير، ولكن الوالد كشف أمرها وظن بابنه ظن السوء، ثم طردها من المنزل بعد أن اتهمها بأقذع التهم، فتطوع منصور لإيصالها إلى منزلها بعد أن اختفت عفاف بطريقة لم يلحظها أحد، ووافقت أسامي على توصيلها لبيتها مضطرة لأن الليل قد داهمها والساعة تقترب من الواحدة، وحينما أوصلها منصور إلى بيتها وهو تحت تأثير الحشيش، كانت عفاف قد وشت بها بطريقة جعلت أهلها يظنونها ساقطة، وحينما طرقت الباب فتح شقيقها الشديد الذي أوسعها ضربا وشتماً وتركها محطمة، وتداركت نفسها بالركوب مرة أخرى مع منصور قبل أن يهم بالمغادرة والهرب، فأوصلها لمنزل عمها الذي عاملها بفظاظة كشقيقها تماماً، وطردها هو الآخر، لقد علم الجميع بقصتها ونبذوها، فمشت تهيم على وجهها في الشوارع تريد المكوث عن باب بيتها لعل قلباً يرحمها، ولكن منصور الذي عاد إليها شفقة بها أقنعها بالاختباء خوفاً عليها على أن تتدبر أمرها في الصباح، اضطرت للركوب معه مرة أخرى، واقترح عليها المبيت في استراحة فارغة لأحد أصدقائه إلا من الحارس وقطع الوعود لها لتكون بمأمن، وهناك في الاستراحة تركها في غرفتها وغادر، وتفاجأت بصاحب الاستراحة، الرجل الثري(طاهر) ومعه اثنين من معاونيه، دخلوا عليها بعد أن أخبرهم الحارس بوجود فتاة جميلة جداً أحضرها منصور وغادر، فهجموا عليها واغتصبوها وتركوها للحارس ليكمل حفلة الدماء والعويل وفقدان الوعي وكل شيء، وحينما جاء منصور في الصباح ليتدبر أمرها هاله ما رأى من حالها، وأخذها لمنزله لرعايتها، وصحبها للشرطة للبلاغ عن هذا الرجل، ولكنه لأنه من عِليَة القوم الذي لن تجابهه فتاة ظنوا بها سوءاً بحثاً من ورائه عن المال، كان منصور على موعد لإيصال شحنة مخدرات ولم يكن لديه وقت للتفكير في مصير هذه الفتاة التي تعاطف معها فأخذها معه دون أن تدري ودون أن يكون لديها قدرة على التفكير، ووجدت نفسها مع منصور في طائرة شحن، وهناك في أرض المطار، تم تصفيَة منصور من قبل عصابة مخدرات، حيث قُتل مع كابتن الطائرة أمامها، أما هي فتم اقتيادها إلى قصر كبير في لبنان، وفجأة وجدت نفسها في عالم آخر، فالتقت ببهيج ذلك المسن المُقعد الذي عرف بقصتها وأخبرها أن رجل الأعمال طاهر قد قتل زوجته وابنتيه إثر حرب مخدرات بينهما وأنه يريد الانتقام منه عن طريقها، وأغراها بالقصر الكبير الذي يملكه وبالأموال، وتبدأ أحداث الرواية حيث تتقمص أسامي شخصية (ليا) وهي سيدة ثرية خليجية تستطيع أن تُوقع بطاهر وتجعله يتعلق بها ثم تنتقم منه ومن مرافقيه وحارس الاستراحة الذين اغتصبوها،بعد سلسلة من الخطط المُدبَّرة.

وفي خِضَّم الأحداث علمت أن والدها أُصيبَ بجلطة نتيجةَ العار الذي جلبته لهم ثم يموت وتموت الأم أيضاً، وتتزوج شقيقتها أسماء بصادق (الذي كان خطيبها)، وهو الذي أحبته وتخلَّى عنها أثناء تهمتها التي أُلصقت بها افتراءاً. باختصار لم يعد عندها ما تخسره، أرادت الانتقام فقط وهو ما كان.

مسرح الأحداث ما بين الوطن وبين لبنان، وعمرها الزمني لا يتجاوز الأربع سنوات، واستخدمت الكاتبة لغة السرد عبر ضمير المتكلم؛ حيث كتبت مذكراتها وهي في السجن، وأوصت (أمينة) السجَّانة بنشرها بعد وفاتها.
الكاتبة اتخذت من رمزية الأسماء ودلالتها للتعبير عن الأبعاد الفلسفية والفكرية للحياة، وتحليلها للأحداث من منظورها، وتؤكد الرواية أن الأسماء التي يحملها أصحابها لا تعني بالضرورة أن لهم نصيباً منها، فكل الأسماء التي مرَّت بها أحداث الرواية لم تكن مطابقة باستثناء الخادمة سميحة والسجّانة أمينة، وهما شخصيتان غير محورتين في البناء الدرامي.
أما أسامي فاسمها كما تعبر هي عنه فيشير إلى كل الأسماء، فأصبحت تختار لنفسها اسماً كل يوم بما يتناسب مع الأحداث التي تمر بها وتضعه بداية كل حكاية، والكاتبة تقدِّم رسالة مفادها أن الأسماء لا تعكس حقيقة أصحابها، وأن الحقيقة الوحيدة تكمن في العدل الإلهي الذي يقتص من كل الفاسدين وإن برأتهم أسماؤهم، فاسم الله العظيم باقٍ بما يحمله من عدل ورحمة ولطف بعباده. كما تعطي الرواية بعداً دينياً وروحاً زاهدة مفادها أن الثراء والجاه في النهاية ليس كل شيء ولا يمكنها أن تصنع السعادة التي تصنعها البساطة والقناعة والطهر، وأن القرب من الله والسير في طريقه هو الهدف الأسمى الذي يجب أن نعيش من أجله،
وقد أجادت الكاتبة هناء خشيم في إيصال رسالتها بأسلوب سلسل، وسرد شيّق، عبر أحداث دراماتيكية مثيرة تتصاعد وتيرتها بحسب تطور الأحداث والمواقف التي تتطلبها الحبكة.