أكدت تقارير بأن إنفجار العاصمة المنكوبة بيروت ناجمٌ عن انفجار مستودع يحتوي على 2700 طن من نترات الأمونيوم، التي تستخدم سمادًا زراعيًّا.

وأشار الإنفجار الفادح ، الذي أسفر عن مقتل 78 شخصًا وإصابة نحو 3700 آخرين، إلى مدى خطورة نترات الأمونيوم، وكيف يمكن أن تتحول هذه المادة الكيميائية الزراعية إلى قنبلة قاتلة، في ظروف معينة،وهي مادة صلبة بلورية بيضاء قابلة للذوبان بشكل طبيعي، وتُعرف باسم “الملح الصخري”، وصيغتها الكيميائية هي NH4NO3.

وبالرغم من أن أكبر مخزون من نترات الأمونيوم الطبيعية موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي؛ فتقريبًا بنسبة 100% أن هذه المادة المستخدمة الآن اصطناعية، ويمكن تحضيرها عن طريق تفاعل الأمونيا مع حمض النتريك، إلا أنها تستخدم في الغالب كسماد عالي النيتروجين للأراضي الزراعية ، وهي مادة مستقرة نسبيًّا في معظم الظروف، وغير مكلفة من ناحية التصنيع؛ مما يجعلها المادة الكيميائية البديلة الأكثر شيوعًا كمصدر للنيتروجين، والأقل تكلفة.

وتُعَد نترات الأمونيوم مكونًا رئيسيًّا لمادة ANFO، المعروفة باسم “زيت الوقود”، التي تستخدم كمادة تفجير اصطناعية في قطاع التعدين والمحاجر والبناء المدني، وتمثل 80% من المتفجرات الاصطناعية المستخدمة في الولايات المتحدة، إلا أنها لا تعد خطيرة في حد ذاتها؛ لكن في ظروف معينة يمكن أن تكون مدمرة، ومن هنا، فإن لدى معظم البلدان لوائح تتعلق بطرق تخزينها للتأكد من أنها آمنة.

وتتحول نترات الأمونيوم إلى مادة متفجرة في حال عدم وجودها في ظروف طبيعية تولد الحرارة التي تكفي لإشعال النارواستمرارها دون محفز خارجي وتتغير كيميائيا أثناء ذلك لتؤدي إلى انتاج الأكسجين وهو بالضبط ما يحتاجه أي حريق للاستمرار والتمدد، ومع ارتفاع درجة الحرارة تتحول المادة إلى ما يشبه “مفجر القنبلة”.