كانت الأسرة السعودية في السابق أكثر انسجاماً واستقراراً؛ لأن درجة تقبل أحد الزوجين للآخر مرتفعة بشكل يسمح بتجاوز اختلاف الأنماط الشخصية المتنافرة لكليهما، وما نلحظه الآن من ارتفاع نسبة الطلاق، وكثرة المشكلات الأسرية ينذر بمستقبل لا يبشر بخير، حيث بدأنا نسير على خطى الدول الغربية التي سقطت فيها آخر حصون الأسرة.

ومن هذا المنطلق نرى أن الفحص الشخصي قبل الزواج يجب أن يشمل الجسدي والروحي على حد سواء، ومع يقيننا أن نجاح الزواج أولاً وأخيراً يرجع إلى التوفيق من الله، ونؤمن أن للحب والمودة قدرة على إخفاء العيوب بين الزوجين إلا أن الفحص الطبي مثلاً أثبت نجاحه النسبي في التخلص من الأمراض الوراثية، فلماذا لا يُعتمد فحص الشخصية أيضاً قبل الزواج للتقليل من حالات التنافر والفشل وعدم الانسجام بين زوجين مندفعين؟

مقاييس الشخصية متنوعة وكثيرة جداً، وهي مناسبة للمقبلين على الزواج ليتعرفوا على صفات كل منهم، فمثلاً مقياس هيرمان يصنف الشخصيات بحسب تقسيم الدماغ إلى أربعة أقسام، وكل قسم له رمز ونمط شخصية، وتخيلوا أن معظم القطاعات الكبرى حول العالم لا توظف إلا بعد تطبيق هذا المقياس مثل شركة google وشركة أرامكو والجيش الأمريكي وغيرها، ونمطA وفق المقياس هو شخصية حازمة وقيادية وتحليلي، قليل التبسم، لا يحفل عادة برسائل الجوال التي تقول أرسلها لعشرة ولك الأجر، أما شخصية B فهي شخصية نظامية حذرة لا تجدي معه الوساطات، أما شخصيةD فهي خيالية إبداعية هادئة ولا مبالي وفوضوي وغير مرتب ومندفع، يعشق الرسم ومتابعة الأفلام الخيالية،ونمطC اجتماعيون غالباً ويحبون التجمعات العائلية، وهم عاطفيون وحساسون جداً.

فإذا عرفت نمط شخصيتك ونمط من تعاشر أصبحت المواقف والأحداث اليومية مبررة بين الطرفين ولا تستدعي النقاشات والمنازعات.

هل تتوقعون أن جدي وجدكم يعرف مقياس هيرمان؟

بالتأكيد لا، ولكن الحياة العامة في ذلك الوقت لم تكن معقدة كما هي اليوم، ولندلل على أهمية معرفة تصنيف الشخصيات فلنتذكر مواقف الرسولﷺ مع صحابته وتقسيمه للأدوار فيما بينهم بحسب نمط كل شخصية.

فحص الجسد مهم جداً، ولكن فحص الروح والشخصية لا يقل أهمية، فهل أنتم فاعلون؟