النفاق هو:

“إظهار الإنسان غير ما يبطن، وأصل الكلمة ومعناها من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب وتجعل له فتحتين أو أكثر، فإذا هاجمها عدو ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى، وسمي المنافق به لأنه يجعل لنفسه وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه.

ظاهرة النفاق نشأت وانتشرت على مدى التاريخ ، ويقال ان الحكاية بدأت عندما كان الشعراء يقفون عند باب السلطان وهم يكيلون له المديح بالقنطار ويصفونه بصفات الإطراء والثناء. ومعروفة هي ظاهرة شعر المديح والإطراء من جهة، وشعر القدح والهجاء من جهة اخرى والتي تخصص لخصوم السلطان.

ان مرض النفاق يتسبب بالكثير من الاعراض والمشكلات الاجتماعية واطلق عليه “ازدواجية الشخصية”.

النفاق يؤدي إلى إحداثِ خلل فادحٍ في النظام الاجتماعي والأخلاقي السليم، بحيث يتم تغييب بعضاً من قواعد التعامل بين أفراد المجتمع، فتُغيب المحبه والتعامل الحسن ويتم استبدالها بسلطة النفاق. وبهذا نكون قد قضينا على أهم عنصر من عناصر بناء مجتمع يساوي بين أفراده في كل نواحي العداله بما يسوده عدالة اجتماعية تتمثل في مصادر الخير للمجتمع وتبعث حياه سليمه بها نقاء النفوس وسعة الخواطر

اذا قسنا على صفات المنافق انه لا يثبت على مبدأ واحد بل يدور حيثما رأى مصلحته العاجلة والآجلة، فنشاهد أحيانا بعض الأشخاص الذين يعيشون حالة من الازدواجية في القول والفعل،فتجدهم في الكلام يخوضون في المثاليات والحكم والمواعظ،وتجدهم على أرض الواقع يحطمون ويدمرون كل ما ورد على ألسنتهم في لحظات إذا ما اكتشفوا ان ما قالوه يتعارض مع مصالحهم، وهذا شكل أساسي من اشكال النفاق.

هذه الظاهرة – للأسف الشديد – مع انتشارها تؤدي الى ضياع القيم والأخلاق والحقوق، وتشتت المجتمع وتدمر العلاقات الإنسانية والاجتماعية وتخلق نوعا من عدم الثقة بين الناس، حيث يسود الجبن والخوف والضعف والاستكانة. كما ان غياب بعض القيم كالصدق والأمانة واحترام الذات وعزة النفس تؤثر سلبا على سلوك الأجيال الشابة لأنهم لم يجدوها ولم يشعروا بها فيمن سبقوهم.

ولا ننسى اثرها السيئ على نفسية الشخص الذي يتم نفاقه وتمجيده، فما زال الناس يمدحونه حتى يصبح احمقا طائشا سفيها”.

كما أوصل المنافقين أناسا من كثرة النفاق والتملق الى اتساع دائرة الغرور واصبح لايفرق بين الحق والباطل

لقد تطور النفاق واتسع ليشمل أصحاب العلم والفكر والثقافة والقلم ، فنجد أولئك الذين يكتبون ويمدحون ويشيدون بشخصيات معينة أو بأطراف غير محددة، ظنا منهم أن ما يذكرونه سيقودهم إلى السمو والارتقاء والرضى من الأطراف التي يمدحونها، مع ان الحقيقة أن معظم ما يكتبونه بعيد كل البعد عن إيمانهم واعتقادهم وهذا شكل آخر للنفاق.

قيل في المنافقين:
• اربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد عذر، وإذا خاصم فجر.
• إياك والنفاق فإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عند اللّه​.
• النفاق أخو الشرك وتوأم الكفر.
• ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا.
• المنافق لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن.
• مأساتنا انه لا يعلو صوت فوق صوت النفاق.
فلندع مايشوب حياتنا من النفاق والريا ونتمثل للقيم الاسلاميه والأخلاقية التي تجعلنا قربا الى اهلنا ومجتمعنا ومن نتعايش معهم بشكل يومي.