بعد حمد الله وشكره على ما منّ به علينا بمعافاة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه فإن من اللافت في هذا الحدث ما حدث فيه من موقف قد لا يمر على المرء مثله إلا عبر فرائد التأريخ ، ذاك ما رأيناه بأم أعيننا وعشناه بكل جوارحنا من قيام الملك حفظه الله بإدارة جلسة مجلس الوزراء من خلال مقر إقامته في المستشفى التخصصي بالرياض قبل ساعات من إجرائه للعملية الجراحية ، فيا الله من قلب حمل هموم البلاد وأهلها وهمة تغلبت على المتاعب والآلام حتى في أصعب المواقف ومن مواقع المعالجة والاستشفاء ، وإنها لملحمة كبرى قد حدثت جراء هذا التصرف العظيم الذي لم يك المليك فيه مجرد مراقب من بعيد بل مشارك فاعل في الحدث لم يمنعه الظرف الصحي والمعاناة التي يتكبدها من أن يكون حاضراً لإدارة أمور البلاد كي تستمر معيشته بأمن واستقرار ونجاح وازدهار والعالم أجمع يعيش أزمات ومواجع الوباء والحروب والضنك المعيشي والمؤامرات ، مما يجعل القائد المحنك والراعي الواعي لرسالته ومهامه في غاية الحرص على ألا تمتد شرور أوضاع العالم إلى بلاده ، فكان بفضل الله وتوفيقه سلمان العزم والحزم مرة تلو مرة قائد المسيرة بوعي وبصيره ، وبعون الله وبركته قائد المواقف الصعبة لبر الأمان والاستقرار ، وإنها لنعمة تلو نعمة من نعم الله علينا في المملكة العربية السعودية نعيشها آمنين في بيوتنا ، سالمين في سلوك طريق عباداتنا وأعمالنا ، مطمئنين على ما سنستقبله بآمالنا ولنا في سلمان الإمام وولي عهده الهمام – حفظهما الله ورعاهما – ما يجعلنا بفضل الله نسير إلى الأمام بخطى كلها آمال تزيح الآلام كما سطرها رعاه الله بإدارة جلسة الأمل بهزيمة الألم ، فاللهم أدم عليه ثياب العز والعافية وعلى بلادنا الأمن والإيمان والسلم والإسلام .