الذكريات أمرٌ لابد منه في حياة كل شخص منا ، وإذا سألنا البعض عما يتذكره وما تعني له هذه الكلمة سنجد أن لكل شخص نظرة مختلفة ..

فالبعض حين نقدم له هذا السؤال سيجيب بمواقف حزينه ومؤلمه يسترجعها سريعاً حين يسمع بكلمة
” الذكريات ”

والبعض سوف يسرد لنا مواقف سعيدة و مُضحكة حدثت معه وهي تعنيها الآن بالنسبة له ، هذه هي طريقة التعامل مع الذكريات بطريقة عفوية جداً ، وكل شخص له طريقته في التعامل مع الأحداث السابقة ..

هناك من يتمسك بالحدث ولا يذكر منه سوى المحزن وهكذا تصبح طريقته في التعامل مع الأحداث يسودها الجانب المؤلم والذي يتمنى الشخص من بعده أن لا يمتلك ذكريات !!

لقد حول صاحبنا هذا ” الذي يمتلك تمسك بالماضي ذو النظرة السوداوية ” كلمة ذكريات إلى جانب مُظلم لا يرى من خلاله سوى ما يحزنه ، مع أنها نعمة تجعلنا نشكر الله على الماضي الجميل الذي عشناه ؛ لا يمكن أن تكون ذكريات الإنسان جميعها سيئة ..

كل شيء يمكننا حله عن طريق تغيير طريقة رؤيتنا للأمور ، فليس من المعقول أن أحزن على ماضي حصلت فيه أحداث جميلة جداً لمجرد حدث واحد حصل وختم لي نهاية محزنه !

يمكننا أن نحمد الله على فرصة الأحداث الجميلة التي سبقت ما يحزننا وهكذا لن نتمسك بآخر حدث ، وسيكون التركيز على السابق الجميل ..

مثلاً حدث الطلاق ؛ يسبقه الحياة المشتركة وتكوين أسرة و شعور الألفة الذي يمكن لكل طرف مر بتجربة الإنفصال أن يركز على الذكريات السعيدة التي سبقت الإنفصال فلو لم يحدث الزواج لما استشعر الشخص قيمة الأُسرة و السكن والألفة ..

كذلك قيمة الصحة قبل المرض ، لا يمكن التركيز على المرض بقدر استشعار ذكريات الصحه التي تسعد الإنسان وتجعله يحمد الله بأنه لم يولد مريضاً بل عاش حياة لديه من خلالها تجارب يحكيها ..

أيضاً الفقد حين نفقد شخص عزيز علينا ، ذكرياتنا السابقة حين نتذكر حلاوة الحياة مع ذلك الشخص وكم كان جميلاً تجعلنا نشكر الله على مرور شخص كهذا في حياتنا وعلى المشاعر الجميلة التي ذهب وبقيت في قلوبنا ..

نحن من نتحكم يا ساده في مشاعرنا فقط بتوجيه أفكارنا نحو الجميل منها ، وبهذا ستكون كلمة الذكريات ذات معنى عميق وجميل في نفس كل شخص منا ..
دمتم حاملين ما يؤنسكم دائماً ..