كعادتنا نصحو بعد نوم عميق على صباح مشرق.. كالرقيق .. كرغيف خبز يابس .. كقطعة حلوى على درجات لهيب الشمس الحارقة وحرارة الصيف المشرقة ؛ تتجدد حولنا الحياة كقطعة سكر تذوب على أجسادنا المتعرقة في نهاية ذلك اليوم نتذوق طعمها على مائدة النسيان.

ما أجملها من لحظات منعشة تحت هواء زنين التكييف وهدوء المكان وسكنات ذلك الجو اللطيف.

وبدء المشوار حكايته وقصة قارئة الفنجان الممزوج بقهوة عدنية ؛ فحينها مسكت بيدي أطرافها الساخنة لتزيد المكان رونق وبستان.

يدندن “عبدالحليم حافظ” أسطورة لم ولن تنجب بعد ذلك الصوت الجبار ولو شبه صورة عندما يغني العندليب  تتفتح الزهور على نهر النيل لتتلألأ قناديل الرياح الموسمية بضوء خافت مأسور ونسيم الصباح بكلمات “جانا الهوى جانا” ..

ومع تلك اللحظات الجميلة يعم السكون في خيالي الملبد لتعيدني تلك الذكريات إلى أوقات من مقتطفات حياة مضت وأختفت ولم يتبقى غير دفاتر متهالكة صفراء أكل منها الدهر وشرب ولفت نظري من خلال بقايا قصاصات ورق كلمات أو بالتحديد خواطر عشق سالت بين جروح الحب وعذاب الضمير المتذبذب.

كلمات على خيوط لهيبها كتبت  في غيبوبة العشق … كدمع على صفيح ساخن يقدح من شدة الامتزاج والاحتراق.

شعرت أن المكان تسللت إليه الشمس والقهوه العدنية كساها الثلج ولم تعد طعما لها ولا ذوق .. إنها حالنا .. ضربة شمس في الرأس أفقدتنا طعم الحياة الطبيعية.