عندما قرأ عمر الخيام الآية ( ليس كمثله شيء )توقف عند كلمة شيء وفكر ماذا تعني هذه الكلمة هل هي تدل على التكافؤ ؟ أم تدل على ثابت حقيقي في الوجود ؟ ، حتى ادرك أنها كذلك و تعني كل ثابت حقيقي في الوجود ، إلا أنه لم يصل لشيء ملموس أو مسمى يحمل اسما بذاته فكانت البداية من هذه النقطة بعد أن حول كلمة ( الشيء ) أو كما كتبت الكتب البرتغالية لاحقا (xay) الى الرمز المجهول في الرياضيات (x) او (س) بالعربية ليتمكن بعدها من حل معادلات الدرجة الثانية ذات الحدين ‏وتحويل المجهول إلى حقيقي.

هذه الحرية المطلقة في التفكير لا تنفي وجود فئة تكفر كل شخص (لا روتيني) استلهم أفكاره وحورها فنفع البشرية، كان هذا ملاحظا من خلال لحظات اليأس و الشك التي ظهرت في رباعياته حين قال :

لبست ثوب العيش لم استشر ‏وحرت فيه ‏بين ‏شتى الفكر وسوف انضوا الثوب عني ولم ادري لماذا جئت وأين المقر

‏كل النوابغ والمفكرين على السواء اعتمدوا الشك كمنهج للتفكير والبحث المستمر عن حقيقة ما أو مجهول وهذه الطريقة في التفكير هي نفسها منهج إبراهيم عليه السلام ومحمد عليه الصلاة والسلام الذي قادهم إلى الوحدانية.

إلا أنها عرفت بشكل واضح باسم المنهج الديكارتي نسبة إلى العالم الفرنسي رينيه ديكارت المؤسس لمذهب العقلانيه والذي طبق الرياضيات على الميتافيزيقيا ورد الميتافيزيقيا إلى الرياضيات وبهذه الطريقة قفز فكريا لانه كان يبحث في كل مرة عن اليقين ، واليقين لا يأتي إلا بالشك.

تأثر طه حسين هو الآخر بهذا المنهج عندما نقد وشكك في الشعر الجاهلي الذي لا يمت بصلة للواقع الذي نسب إليه وأنه أقرب ما يكون إلى الحضارة الأموية والعباسيه ككثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنسوبة كذبا و بهتانا ‏الى الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنه لاقى كما غيره من المفكرين الاتهام بالكفر والإلحاد والاستشراق والتغريب ونسب له ماله نسب من قصائد كقصيدة ( كنت اعبد شيطانا ) والتي لن يكتب طالب المتوسطة بمثل ركاكتها فكيف هو الحال بعميد الادب العربي انما فقط ليثبتوا ما يرمون إليه من طعن وتكفير فيسقط العلم وينمو الجهل .

حتى ننهض بفكرنا يجب إعطاء مساحة للمفكرين وأنشاء بيئة لا تلقن بوسائل حديثة أنا ما تصنع فكر ناقد‏ يجمع النقد بالفلسفة والمنطق في كافة العلوم.