يقال عند الأزمات تظهر الأخلاق الحقيقية عند الناس ولهذا نكتشف فجاءة وعند أقرب المواقف غرابة أن الخُلق سيد الموقف وربما من أكثر المشاكل التى يعاني منها الناس أزمة أخلاق ومن الطبيعي جدا أن يتزامن ذلك مع ثورة التكنولوجيا والتمدن الاصطناعي والزجاج الشفاف للتعاملات البشرية تراجع منظومة القيم الكثير فكر والعقلية صفر مكعب ألا أنه غير الطبيعي الانحطاط السريع للأخلاقيات ومظاهر الفوضى سواء في بيئات الحياة والعمل وكذلك الشارع .

يقول الكاتب البريطاني ألدوس هيكسلي ‏” الخبرة ليست ما يحدث لك بل ما تفعله بما يحدث لك ” أصبح مصطلح الأزمة جزء أصيلًا من حياتنا كلمة تترد وشماعة نعلق عليها سخافات كلماتنا بحيث أصبحنا نعيش في بحر متلاطم من الأزمات المستفحلة من كل حدب وصوب أكثر وعوره وأصعب حلا ألا أنها تهون أمام الأزمة الانسانية بناء الأنسان وذاته والتى تتلخص في الفكر أزمة سلوكيات دون وما دون العشرينيات وما فوق ذلك أزمة ثقة أزمة أمانة أزمة كذب ويسبقها بالتأكيد أزمة ثقافة وقيم تربوية فيصبح الأنسان متأزم بنفسه وذاته ومحيطه ومجتمعه ولو بحثنا قليلاً على جذور الأزمات عالميًا واقليميا ومحليًا وبيئيًا وتقصينا الحقائق لنجد ” الأنسان ” مصدر الأزمات كلها .. المأزوم داخليًا فكريا ثقافيا تربويا يتمحور حول الكون خارجيًا مسلسل من الأزمات لا حد لها سواء على المستوى الشخصي العائلي والاجتماعي أو على المستوى المؤسسي ( بيئة العمل ) .

هناك أزمات اقتصادية طبيعة حال أغلبية الدول أزمة عمل أزمة علم أزمة غلو الأسعار أزمة سكن …. الخ نجدها ترجع إلى سلوك متخلف يقوم بها مجموعه بأغلاق أبواب الالتزام الحق والعدل ومنح لنفسه حقوقًا لا يستحقها وهذا المسلك والنهج يسلكه المأزوم في وظيفته وموقعه ، مثال على ذلك عندما نقذف كمية النفايات من أفواهنا ونخرج أكياس القاذورات من ترهل سلوكنا دون مراعاة لمن حولنا حرية القتل البارد ! قال لي أحدهم ما بال الناس أصبحت هشه الكلام والتصرف السلبي يخرج بسهولة دون تفكير دون عمق وتروي وأخر يقول أصبحت أخشى أن أطالب بحقي تنقلب الطاولة على رأسي وقول مماثل متى نتخلص من ثقافة ” فرق تسد ”

يرتفع لدينا منسوب التعليم وتقل نسبة الأمية لا تكاد تصل ٥٪؜ وبلغت السعودية رقمًا متقدمًا في نسبة التعليم العالي وحققت أرقامًا قياسيا وعلى الضفة الأخرى تزداد ألوان الفساد وتتعدد أشكاله ويقل منسوب الثقة ومخزون الأمانة والرعب المجتمعي مابين قيل وقال وقال وقلت تدنى التعامل الحضاري خفض قيمة القيم السلوكية تعد عدوانًا شرساً على المجتمع .

نحن لا نضيف جديدًا إلى ما ترسخ في ديننا وثقافتنا وحضاراتنا وتراثنا حول قيمة الخُلق في بناء المجتمعات والأمم حل معظم أزماتنا بحل لا إنحلال داخل الذات الانسانية أولًا وآخرا محاربة البلادة والرجوع للقيم والتمدن الحقيقي بل ينبغي أن يكون بالإجابة على سؤال كبير وملح ماهي رسالتي ؟ وما هو دوري بالحياة ؟ عندما تضيع قيمة الأنسان ولم تعد معيارا في التعامل تفقد الحياة قيمتها ومعناها ولنا في رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام دروس وعبر { وإنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ } .