ورد في التسجيل المسرب عن التنسيق بين قطر ومعمر القذافي، بخصوص طبيعة تغطية قناة الجزيرة للشأن الليبي، اسم “عبدالله منصور”، بوصفه المعني بهذا التنسيق، بين ليبيا وقادة الدوحة ومؤسس الجزيرة ورئيس مجلس إدارتها حمد بن ثامر.

ويعد عبدالله منصور أحد أبرز وجوه النظام السياسي في ليبيا خلال المرحلة الأخيرة من زمن حكم القذافي، حيث تولّى تلك الفترة منصب مدير الأمن الداخلي حتى وقت لجوئه إلى النيجر عقب الأحداث التي شهدتها ليبيا عام 2011، وأدت إلى الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي

التحق منصور بالكلية العسكرية وبعد تخرجه تلقى دورات تكوينية في روسيا نجح فيها بامتياز حيث تخرج الأول على دفعته، وتقلد وظائف عدة في ليبيا، منها إدارة الإذاعة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وفي عهد معمر القذافي، كان عبدالله منصور سكرتيرا ومستشارا للزعيم الليبي السابق، وأحد المسؤولين عن وسائل الإعلام في ليبيا، وخلال أحداث 2011 التي أطاحت بنظام القذافي عين منصور رئيسا لجهاز الأمن الداخلي.

وبعد سيطرة المجلس العسكري على طرابلس لجأ عبدالله منصور إلى النيجر و ذلك بمباركة من وزير الخارجية آنذاك محمد أبو العزوم، والذي وعده بالتأمين الكامل قبل أن يتخلى عنه.

ووتورط منصور في الاضطرابات التي وقعت في جنوب ليبيا؛ حيث سيطر أنصار للنظام السابق على قاعدة عسكرية لفترة وجيزة سنة 2014.

وسلمت سلطات النيجر في فبراير 2014 عبدالله منصور بصفته رئيس الأمن الداخلي في النظام الليبي السابق إلى سلطات طرابلس وبررت العملية بأنه انتهك التعهدات التي قطعها، ولم يحترم شروط لجوئه لديها.

وتبين أن جهات داخلية وخارجية كانت وراء إقناع حكومة النيجر بتسليم عبدالله منصور إلى طرابلس بسبب مواقفه وعلاقاته برموز النظام السابق وما قيل إنه “تحرك في جنوب البلاد ضد الحكام الجدد” .

وتعرض عبدالله منصور للتعذيب في سجن الهضبة وتوفيت زوجته سنة 2018 وهو وراء القضبان، ونادى فنانون وإعلاميون ومثقفون ليبيون بإطلاق سراحه والإفراج عنه.

وكانت ميليشيات محسوبة على حكومة الوفاق الليبية قد هاجمت في 2019 السجن الذي يقبع فيه عبدالله منصور إلى جانب عدد من رموز نظام القذافي من بينهم البغدادي المحمودي وعبدالله السنوسي وتم نقلهم إلى وجهة غير معلومة لمساومة الجيش الليبي بهم إذا ما تمكن الجيش من السيطرة على طرابلس، خاصة أنّ عددا من رموز من نظام القذافي أعلنوا تأييدهم للقائد العام للجيش، المشير خليفة حفتر.

اقرأ أيضًا: