أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان الناس بتقوى الله تعالى, واتباع سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -, والإكثار من ذكره والصلاة عليه, امتثالاً لأمره ونهجه, مبيناً أن للصلاة على النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – من الفوائد ما لا يحصى, ومن الآثار ما لا يحصر, وفيها من مصالح الدنيا والآخرة ما لا يستقصى.

وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة أن الله تعالى يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس, وقد اصطفى محمداً – عليه الصلاة والسلام – من أنفس المعادن والأنفاس, وأكرمه وفضّله على سائر الناس, وجعل هديه معياراً للفضل والمقياس, ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) .

وقال الشيخ البعيجان في فضل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أنقذ الله به البشرية من غياهيب الشرك وحناديس الجهل, ودياجير الظلام, وانحطاط القيم والأخلاق, وانتكاس الفطرة, والتمزّق والآلام والآثام والانقسام, فكان حريصاً على هدايتنا ونجاتنا وسعادتنا, فقد قال الله تعالى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) .

وأضاف فضيلته :” إ ن من حرصه – صلى الله عليه وسلم – على أمته أنه ادّخر لهم دعوته يوم يفر المرء من أخيه وأمّه وأبيه, وصاحبته وبنيه, لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : لكل نبيٍ دعوة مستجابة, وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي وهي نائلة إن شاء الله من مات منهم لا يشرك بالله شيئاً ” رواه الترمذي .

ومضى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف قائلاً :” إن من حقّ نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – علينا, مكافأة بإحسانه إلينا, وإفضاله علينا, الصلاة والسلام عليه, فالصلاة عليه من أعظم وسائل النجاة, وأنفس الصِّلات, وأعظم القربات, وأزكى الطاعات, وأجلّ ما تعمر به الأوقات, وتضاعف به الحسنات, وترفع به الدرجات, وتمحى به السيئات, وتكشف به الهموم والغموم والكربات, وتضاعف من الله بعشر صلوات.

وأَضاف أن شهادة التوحيد هي شعار الإسلام, وعنوان الإيمان, ورمز الأمان, وجملة الأذان ترددها المآذن كل يوم على الأذان : أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله, ولا ينعقد الإيمان بإحدى الشهادة إلا مقرونة بالأخرى, فتوجّب علينا بشرع الله وبحقّه علينا وحرصه على نجاتنا أن تمتلئ القلوب بمحبته وتقديره وتوقيره, واتباع سنته وطريقته – صلى الله عليه وسلم – , والإكثار من الصلاة عليه, قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .

وبيّن الشيخ عبدالله البعيجان أن الله عظّم أجر الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – وضاعف ثوابها, وكرّم أهلها وأصحابها, فعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة .

ودعا فضيلته إلى إحياء القلوب بذكرِه – صلى الله عليه وسلم -, والصلاة عليه امتثالاً لأمره, واقتداءً بسنّته, ووفاءً لحقّه, وقربة إلى الله, وتعظيماً ومحبة وإكراماً لرسول الله, وزيادة في الحسنات وتكفيراً للسيئات.

وزاد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بقوله : ” إن من أنفس الدعوات والأذكار, وأضفى حلل الأنوار, الإكثار من الصلاة والسلام على النبي المختار, في الغدوّ والآصال بالعشيٍّ والإبكار, فهي للمحبين سمة وعلامة وشعار, وخاصة في يوم الجمعة فإنه أفضل الأيام ” ، مبيناً أن الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – قربة غير مقيّدة بزمان ولا مكان, لكنها تتحتم في بعض الأحيان, ومنها عند ذكر اسمه باللسان, أو سماعه وقت الأذان, وعند التشهّد الأخير, وعند دخول المسجد, وعند الخروج منه, وعند الدعاء, وعند مصيبة الهمّ, ,واجتماع القوم, وبين تكبيرات العيد, وبعد إجابة المؤذّن.