قد عرفنا الكثير مما حولنا، والمعلومة أصبح تداولها سريع وسهلا، وهنا لا أتحدث عن صحتها من عدمها، بل سرعة انتشارها وتناقلها، حتى تراها في بعض الجهات الإعلامية.

وهنا نركز على كلمة “بعض” لأن التعميم لا يصح، فتجد هذه الجهات تأخذ المعلومة ولو من قروب واتساب تم تناقلها بشكل واسع، وتبني عليه الخبر والمعلومة ويساهمون في نشرها، والأعظم من ذلك إن كانوا يحذرون من تناقل الشائعات، إني أعلم أن بعض المعلومات وإن كانت خاطئة تجذب الكثيرين، ولا يضر فبعد ذلك اعتذر وأن الخطأ من المصدر الذي زودك بالمعلومة وينتهي الأمر!

ركوب الأمواج والتنقل بينها دون وجود مسار محدد يجعلك مشتتا تبحث عن الإثارة لا الحقيقة، وذلك من أخطر الأمور، إذ أن ركوبك كل موجه يعرضك للخطأ والخطأ يعرضك للخطر، ولا تظن أن الحقيقة خالية من الإثارة أو أن الإثارة في غير الحقيقة، المعلومة يجب أن تقدمها بشكلها الكامل وتذكر جميع الأطراف، وتترك الحكم أما للقارئ أو لأهل الاختصاص إن كانت بينهم، أما أن تأخذ الجزء الذي يعجبك وتترك الجزء الذي لا يعجبك.

ففي الواقع أنت نجحت في الإثارة ورسبت في الحقيقة، ظنا منك أنهما منفصلان عن بعضهم، وصياغة المعلومة أو الخبر هي التي تجعل منه حقيقا مثيرا.