اعتاد بعض الناس على إغلاق أبواب ونوافـذ غُـرف نومهم وقـتما ينامون لأجل منع وصول الأصوات المزعجة إليهم ولأجل أيضاً أن تحتفظ غُـرف نومهم بالهواء البارد صيفاً أو الدافئ شتاءً من خلال أجهزة التكييف أو الدفايات أملاً في توفير الجو المناسب لنومهم المريح كما يعتقدون بينما العكس هو الصحيح بإجماع أطباء العالم المتخصصين وذلك لما يُشكله هذا الإغلاق لغـرف النوم أو غيرها من الغـرف المُعدة للجلوس من دخول الهواء الطبيعي إليها والذي يحتوي ما نسبته 20.7 تقريباً من الأكسجين الضروري للحياة والذي بفقده ينجم عنه في الغالب الأعم انعكاسات صحية لا يُستهان بها ومنها الخمول والبطء في الحركة وارتخاء العضلات والوهن وتبلد الحس وخفقان القلب لاسيما في حالة النوم لساعات طويلة في مثل هذه الأجواء والتي تزداد سوءً مع تزايد عدد الأفراد النائمين فيها من جراء استنفاذهم الأكسجين وتغلب غاز ثاني أكسيد الكربون وهو ضار بطبيعة الحال والناتج أصلاً من عملية الزفير لكلٍ منهم أما في حالة وجود موقد فحم أو بخور داخل الغرفة ذاتها فإن هذا ما يؤدي إلى زيادة نسبة المادة الخانقة والتي إذا لم تُفتح أبوابها أو نوافذها من حين لآخر لغرض التهوية فإنها بكل تأكيد ستلحق ضرراً صحياً بالغ الخطورة لهؤلاء الأفراد ولربما الوفاة ، فإلى الذين تسوغ لهم هذه الطريقة عليهم أن يمتنعـوا عنها لسلامتهم واستمرار حياتهم ، وليعلموا بالإضافة لذلك بأن الأكسجين نافعٌ جداً في حالة الاسترخاء لدوره الفاعل في تبديد حدة الانفعالات والمتاعب الجسمية وغيرها من ضغوط الحياة اليومية التي يتعرض لها الإنسان ، فهو إذاً مبعث للارتياح النفسي متى تحصل عليه الإنسان بكميات كافية يقول الدكتور (ميشيل والكسندر هوفمان ) مؤلفا كتاب التداوي بالأكسجين في هذا الصدد : لا يمكن أن تحدث أي عملية استقلابية في أجسامنا دونما توفر أكسجين سواءً فيما يتعلق بالنمو أو تجديد الخلايا والأنسجة أو أي عملية أخرى تساهم في بقاء الخلايا العضوية على قيد الحياة ، وبالتالي فأن كل خلية أو نسيج أو عضو يعتمد أساساً على وجود الأكسجين للقيام بوظائفه خير قيام ، فيما وصف البروفسور (ما نفرد أردين ) الأكسجين بإكسير الحياة وفي حالة عدم وصوله لداخل الجسم بقدر كافٍ لأي سبب كان لابد من اللجوء وفي أسرع ما يمكن لطرق أخرى عبر أجهزة خارجية لإنقاذ النفس . أما المدخنون فمن شفـقـتـنا عليهم ، وهذا قولنا فننصحهم بأن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحافظوا على صحتهم بدلاً من شفطهم لثاني أكسيد الكربون وتوابعه والناتج أصلاً من احتراق السجاير التي يدخنونها باستمرار كعادة والذي سرعان ما يستقر مكوناته الضارة في رئتيهم وبمحض إرادتهم فيكون سبباً في هلاكهم ولو بعد حين بأمر الله . قال تعالى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ) وبالله التوفيق .