تحدّث المؤرخ سليمان الأصقه، عن الخطة المُحكمة التي رسمها محمد الإدريسي للقضاء على فلول الدولة العثمانية البائدة في جازان وتطهير المنطقة منهم بعد أن هزم جيشهم الذي كان يقوده محمد باشا شرّ هزيمة في معركة الحفاير الشهيرة.

وأوضح خلال برنامج “العصملي”، أن ” الإدريسي” قدم إلى صبيا باعتباره رجل علم مصلحًا بين القبائل في جازان، وعيّنه أهل جازان حاكمًا عليهم لكراهيتهم حكم الأتراك وجورهم.

وأضاف أن الوالي التركي في الحديدة راسل الدولة العثمانية البائدة ونبههم بشأن تنامي نفود الإدريسي، وعقد الأتراك اتفاقًا شهيرًا باسم اتفاق الحفاير قرب ميناء جازان عام 1910 م، كما اعترف العثمانيون بالإدريسي الذي بعث بنوابه إلى مختلف القبائل في الجنوب.

وأشار إلى أن “الإدريسي ” التقى والي عسير التركي ولاحظ عنجهية الأتراك واحتقارهم للعرب، وبدعها تجهز الأتراك لقتاله لكن قبائل جازان وقفت معه وذلك عام 1911 م ومنها “بني شبيل وبني الحكم وبني هاشم وبني مسروح وبني الحارث “.

وحارب 4 آلاف جندي تركي “الإدريسي”، لكن الإدريسي قطع الماء عن جازان فعطش الترك فخرج محمد باشا بجنوده إلى الحفاير، ودارت معركة استمرة ست ساعات، وبعد عودة الأتراك لمعسكراتهم اكتشفوا نفاد الماء.

وفر الأتراك من جازان بسبب العطش والشمس وطاردتهم قبائل الجنوب عدة أشهر، وقد ارتكب الأتراك ممارسات فظيعة ضد جنود الإدريسي منها التشويه والحرق.