إن تناول الفاكهة قبل الطعام له فوائد صحية مهمة ،يوضحها لنا د.محمد طه شمسي باشا أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض حيث إن الفاكهة تحتوي على سكاكر بسيطة سهلة الهضم وسريعة الامتصاص بحيث يمكن أن تمتص خلال دقائق فتزول أعراض الجوع ونقص السكر ، في حين أن ملء المعدة بالطعام المتنوع يحتاج إلى ما يقارب ثلاث ساعات حتى تمتص الأمعاء ما تناوله الإنسان من أغذية وسكريات فتبقى أعراض الجوع عنده لفترة أطول ، وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية الفاكهة فقدمها على اللحم في أكثر من موقع قال تعالى ( وفاكهة مما يتخيَّرون ولحم طير مما يشتهون ) وقال سبحانه: ( وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ) ، وقد تكون الحكمة من وراء هذا التقديم شيئاً آخر أو خلاف ما ذكر.

والموز وقد سمي قديماً فاكهة الحكماء أو طعام الفلاسفة لأن الحكماء كانوا يتغذون به ، والموز هو الطلح باللغة العربية الفصحى ، وقد تم ذكره في سورة الواقعة قال تعالى ( وطلح منضود ) ، وهو يحتوى على كمية جيدة من الطاقة بحيث إن تناول إصبعين من الموز كفيل بمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بتمرينات رياضية قاسية لمدة 90 دقيقة متواصلة ولذلك فهو الفاكهة المفضلة لدى الكثير من الرياضيين ، وهناك مثل أمريكي يقول إن تناول موزه يومياً يبعد عنك الطبيب ( وهو المثل المعروف بالنسبة للتفاح أيضاً )، ويدخل في تركيب الموز ماء بنسبة 70% ، نشاء بنسبـة 25% ، بالإضافة الى غناه بالبوتاسيوم وفقره بالصوديوم ( فهو يحتوي على 350 مغ/ بوتاسيوم و 140 مغ صوديوم ) ، وهذا يفيد المرضى المصابين بارتفاع الضغط الدموي ويقلل من خطر إصابتهم بالسكتات الدماغية وأمراض القلب والشرايين التاجية وتتعلق هذه الفائدة بشكل خاص بمحتواه العالي من البوتاسيوم وفقره بالصوديوم كما أثبتت بعض الدراسات الأمريكية.

والموز باعتباره غنياً بالألياف النباتية فإنه يساعد على تنشيط حركة الأمعاء بصورة طبيعية دون اللجوء إلى الملينات ويحمي الجسم من الإصابة بالأورام السرطانية ، ويفيد في حالات فقر الدم لغناه بالحديد ، كما أنه بسبب احتوائه على بروتين التريبتوفان الذي يحوله الجسم إلى سيروتونين فإنه يفيد في حالات الاكتئاب وتهدئة الأعصاب ويؤدي إلى الشعور بالارتياح.

وعلاوة على ذلك فإن الموز يساعد على نضارة البشرة، حيث يمكن تقطيع الموز إلى شرائح توضع على البشرة لمدة 20 دقيقة ، وبذلك يمكن للبشرة أن تمتص الزيوت والفيتامينات الموجودة فيه فيؤدي إلى ترطيب البشرة ، وإن نسبة كبيرة من كريمات الجسم والشعر تحتوي على الموز في تركيبها والذي يساهم في المحافظة على رطوبة ونضارة البشرة.

– أما الرمان وهو فاكهة أهل الجنة التي خصَّها الله بالذكر فقال تعالى: ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما من رمانة إلا ولقحت من رمان الجنة ، وما من رمانة إلا فيها حبة من رمان الجنة ) ؛ وقال صلى الله عليه وسلم: ( الرمان سيد الفاكهة ، ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحاً ) .

– والرمان فاكهة معروفة منذ القدم وقد اكتشف الكثير من خصائصها ومنافعها ، وفي تراثنا الإسلامي وصف دقيق لمنافع الرمان ، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة ) ، وقال ابن القيم إن حلو الرمان جيد للمعدة نافع للحلق والصدر وحامضه ينفع المعدة الملتهبة ويمنع القيء ويقوي الأعضاء ، فقد ثبت أنه يفيد كمضاد للحموضة ويشفي قرحـة المعـدة والإثني عشر .

ويحتوي الرمان الحامض على نسبة أقل من السكاكر من الرمان الحلو وترتفع فيه نسبة حمض الليمون حتى 2 % (أكثر من الليمون نفسه) ، كما ترتفع نسبة البروتين في بذوره إلى 9% والدسم إلى 7% وتحتوي القشرة الخارجية على حمض العفص وهي مادة قابضة ولذلك فإن مسحوق القشور المجففة يستعمل كمضاد للإسهال والزحار وكمرقيء للنزوف الهضمية ، ويستعمل مغلي القشور كطارد للديدان وخاصة الدودة الشريطية (الوحيدة) لاحتوائه على مادة pletierine ، ويستفاد أيضاً من قشور الرمان في تثبيت الألوان في دباغة الجلود .

وابتداء من هدي السنة النبوية إلى الأطباء العرب المسلمين إلى الطب الحديث فإن هناك الكثير من الدلائل التي تتحدث عن فوائد الرمان إضافة لما ذُكر سابقاً مثل حالات الرشح والبرد وذلك بتقطير منقوع الرمان في الأنف ، كما يستعمل مغلي أزهار الرمان في علاج التهاب اللثة وتقرحاتها على شكل غرغرة ، ويفيد أيضاً في مكافحة أورام الأغشية المخاطية (مثل أورام الأنف) باستعمال عصيره على شكل قطرات توضع في الأنف ، ولعصير الرمان الحامض خواص هاضمة تفيد في هضم الدسم وذلك لارتفاع نسبة الحموض العضوية فيه ، ويصنع من عصيره نوع من الدبس (دبس الرمان) الذي يعتبر من أفضل أنواع الحموض المحفوظة التي تضاف للطعام .
– وحديثاً وبعد أن كشف عدد من الأبحاث دور المواد المسماة (الفلافونويدات) على الجسم وأنها تعمل كمضادات أكسدة قوية داخل الجسم ، فقد وُجد أن الرمان زاخر بمركبات منع الأكسدة هذه ، حيث وُجد أنها فعَّالة بصورة جيدة لمنع أكسدة دهون البلازما ومنع تكدسها في الأوعية الدموية والتي تلعب دوراً مهماً في حدثية تصلب الشرايين .

– وقد بينت دراسة أجريت على متبرعين أن لعصير الرمان مفعولاً قوياً كمضاد لتصلّب الشرايين وهذا المفعول يرجع بصورة أساسية لوجود مضادات الأكسدة في الرمان ، فكلوا الرمان فإنه صحة للأبدان ونور للقلوب.