إن الوعي هو إدراك الإنسان للأشياء و المعرفة بها عن طريق معرفة كل ما يدور حوله .
و الالتزام هو التقيد و الانضباط في أداء الإنسان ما عليه من حقوق مادية وقانونية ومعنوية .

و إنني هنا أتحدث عن وعي الالتزام بالقانون في ضل الأزمات و تحديدا ً في أزمة كورونا ( كوفيد-١٩) .

منذ أن تم الإعلان عن إيقاف الدراسة في جميع مدارس المملكة على مستوى التعليم العام و الأهلي و التعليم الجامعي و المهني و إيقاف العمل في مؤسسات الحكومة إلا المهمة منها الأمنية و الصحية و منظومة التعليم عن بعد و كذلك إيقاف العمل في مؤسسات القطاع الخاص و الإبقاء على الحد الأدنى من العاملين في المؤسسات المهمة من القطاع الخاص بسبب جائحة ( كوفيد-١٩) ، ودعوة السلطات السعودية للمواطنين و المقيمين البقاء في منازلهم و عدم الخروج منها إلا للأهمية و الضرورة القصوى .

و بالرغم من الكمية الهائلة من المحتوى التوعوي بهذه الجائحة و خطورة إنتشار الفايروس إلا و أننا بكل أسف وجدنا أن الكثير اتخذوا إيقاف الدراسة و العمل فرصة للخروج إلى الأسواق و المجمعات التجارية و المطاعم و مناطق الألعاب المخصصة للأطفال و أيضا ً السفر من مدينة إلى أخرى بهدف الزيارات العائلية أو غيرها .

و هذا كان دليلا ً واضحا ً على عدم وعي الالتزام لدى هذه الشريحة و عدم تحملهم المسؤولية الوطنية والاجتماعية و كأن الصحة العامة لا تهمهم و أنهم غير ملزمين بها و كأنهم لا يحملون أي التزام تجاه الوطن .

بل الأدهى من ذلك و أمر أن التجمعات الشبابية المتعارف عليها في الاستراحات زادت ، و أن هنالك من بدأ في ترتيب مناسبات الزواج و نحوها .
و نتيجة لانعدام وعي الالتزام الناتج عن تلك التصرفات فقد اتخذت السلطات في المملكة العربية السعودية إجراءات مهمة وفعالة من شأنها المحافظة على الصحة العامة للمجتمع و حمايته من انتشار هذا الوباء .

فقد اتخذت الحكومة قرار إيقاف الرحلات الدولية و تلاه إيقاف الرحلات الداخلية و السفر بين المدن بواسطة الحافلات و سيارات الأجرة ، وفرض حظر التجول من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة السادسة صباحا ً وكان المأمول من المواطنين و المقيمين أن يكون لديهم وعي الالتزام بهذه الإجراءات و قد كان بالفعل .

إلا و أنه مع شديد الأسف كان هنالك شريحة قليلة جداً متجردة من أي وعي أخلاقي و متجردة من أي وعي في الالتزام بهذه القرارات و قد نالهم ما نالهم من العقوبات المقررة بحق من يخالف منع التجول .

و البعض أيضا ً غيب وعي الالتزام سواءً بقصد أو بجهل وافترض أن الالتزام فقط هو خلال الساعات المقررة و أنه بمجرد انتهاء ساعات الحضر يحق له الخروج أينما شاء وأن ينتقل من مدينة إلى أخرى وأن يقوم بزيارة من يشاء خلال هذا الوقت ، مغفلين تماما ً خطورة هذه الأفعال و أنها سوف تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه .

و نتيجة لإنعدام وعي الالتزام مرةً أخرى أقرت الحكومة في المملكة العربية السعودية إجراءات إضافية متمثلة في إغلاق بعض المدن و إغلاق المناطق فلا يدخل إليها أحد و لا يخرج منها أحد باستثناء ما يلزم نقله و توصيله و أيضا ً تم تمديد ساعات الحضر في بعض المدن إلى المرحلة التي تسمح بتوفير الاحتياجات الضرورية و المهمة كالغذاء و الدواء .

يجب علينا جميعا ً من نعيش على هذه الأرض المباركة مواطنيين أو مقيمين أن يكون لدينا وعي الالتزام على الصعيد الأخلاقي و الانضباطي و استشعار المسؤولية تجاه الوطن و أننا جميعا ً في مركب واحد لا يحق لأي أحد أن يتسبب في إغراقه أو إلحاق الأذى الأدنى به .

فلنراجع أنفسنا و نكون أصحاب وعي والتزام كبير يليق بوطننا و مجتمعنا.