نستيقظ في كل صباح على تخطيط مُسبق لتطبيق أنشطتنا في ذلك اليوم.

ودائمًا ما يداهمنا الوقت وربما يحل المساء (وهذا في الغالب) ونحن لم نُنجز كل أهدافنا..

مما يضطرنا إلى عمل خطة في المساء لنضيف أعمالنا الغير مُنجزة في ذلك اليوم لخطة اليوم التالي…

وهذا بحد ذاته إنشغال تام، ربما يوقفنا عن ممارسة بعض من هواياتنا خارج حياتنا الجدية…

ولكن الغريب في الأمر:

أن كثير مِمن يحيطون بنا يوجهون لنا بعض الانتقادات في أشياء لا تعنيهم.

مما أثار لدي عدة تساؤلات في نفسي:
_ كيف يكسب هؤلاء وقتهم؟
_ هل لديهم خطط؟
_ هل لديهم جداول يستندون عليها للإنجاز والاستفادة من وقتهم…؟
_ كيف تتوفر لديهم هذه المساحة الهائلة من الوقت الغير مستغل ليتخطوا إنجازاتهم اليومية، ويتخطوا ممارسة هواياتهم، ويتبقى لهم مزيد من الوقت لمراقبة الآخرين، والتدقيق على تفاصيل الآخر….؟

وليس هذا فحسب!

بل وتخطى الانتقاد إلى التدخل في الشؤون الحياتية للآخرين…
ومراقبة أحداث يومياتهم عن قرب…

وبصفتي باحثة إجتماعية أتضح لي عدة نقاط، تتمثل في التالي:

أن غالب الأشخاص عندما تنتهي علاقاتهم سواء كانت “صداقة، أو زواج، أو زمالة عمل”

ربما تنتهي بصورة سيئة تلك العلاقات.

وهذا بحد ذاته يفسر لنا أنها كانت علاقة مؤذية.

وبما انها كذلك فهي كانت تشكل إزعاج كبير جدًا جعلها تنتهي بهذا الشكل؟

ومن باب أولى وحرص الإنسان على نفسه أن يبتعد عما يؤذيه!
وينأى بروحه عن كل منغصات الحياة!

وبعد بحث طويل، وتقصي أكتشفت من وجهة نظري الشخصية أن هذه الحالة هي حالة مرضية تكون ملازمة للإنسان الذي ينبع من داخله الشر.

وقد أطلقت عليها إن صح التعبير “متلازمة راقب”

وهي تحمل وجهين
وجه للإنسان أمام نفسه، ووجه له أمام الآخرين.

أما وجهه أمام الآخرين فيظهر أنه غير مبالي أو مهتم.

وأما وجهه أمام نفسه فهو يشتاط غضبًا، وحقدًا، وكراهية لكل إنجاز يُحققه الطرف الآخر.

وقد يضطر بعضهم حتى في مواقع التواصل الاجتماعي إلى فتح حسابات وهمية يراقب من خلالها الآخرين، ويرشقهم بشتائم أحيانًا.

وهو في نفس الوقت يتتبعهم بينما هم منشغلون بنجاحاتهم، وتطوير حياتهم للأفضل، بعد أن تخلصوا من هؤلاء الأشخاص العالة الذين كانوا على هيئة “صديق، أو زوج سابق ، أو زميل عمل”…الخ

والنقطة الاخرى أنهم متنكرين.

وهذا يعني أنهم دائمي الخجل من أنفسهم ويحبون العيش في الظلام إلى حيث ينتمون.

ولكن المؤسف في الأمر أنهم يظنون يقيناً انهم ناقدين أو أن لهم وزن أو قيمة بينما في الحقيقة انهم نكرة حتى أمام أنفسهم.

وأنا ومن وجهة نظري الشخصية دائما اتجنب هؤلاء قدر المستطاع.

لأنني وكل الأشخاص الطبيعيين نحب الوضوح ونعتبر الغموض والتخفي نقيصة لاتقبلها النفس الحرة.

فهنيئًا لمن اشتغل في تهذيب نفسه… والسمو بروحه… والتقدم بعلمه وعمله

فهذا هو النجاح الحقيقي وهو الإيمان بالكينونة وهو تقدير الذات والارتقاء بها عن وحول التخلف والجهل والرجعية.

فأختاروا لأنفسكم الأفضل دائمًا ولا تكونوا عبئاً على المجتمع.

وفي النهاية أشيد بمقولة خالدة تمثل عزاء لكل من أُبتلي بهؤلاء

رددوا دائما :

(القافلة تسير………….. وأكملوا