في حياة كل شخص منا هناك منعطفات تحدث دائماً منها ما يكون فجائياً والبعض يأتي مع علمٍ منا بذلك ..
ولابد أن نتعرض لضغوط الحياة باختلافها وكذلك باختلاف تأثيرها على مجريات الأحداث من حولنا ..

ولكن كيف نتعامل معها ؟
كيف يمكننا أن نحافظ على رباطة جأشنا مع المشاكل التي تحدث والتي قد تسبب انهيار لدى البعض ، فالضغوط ليست أمراً عادياً يمكننا المرور به والتخلص منه بشكل طبيعي
لابد من وقفة يتم فيها التحدث مع النفس ، تحديد الوضع النفسي و كذلك وضع المشكله الحالية و مادوري فيها ، وماهو الحل ؟ ..
ففي البداية علينا أن نعيش هذا الضغط أياً كان و أن نسمح لمشاعرنا وأفكارنا بالتعبير عنه ، و هناك قاعده ثابته أؤمن بها تقول بأن أول علاج هو الإعتراف بالمشكله ، وما دمت أنا كشخص أشعر بضيق و صعوبة في العيش فلابد أن أعرف بأني أمر حالياً بمرحلة ضغوط ..

بعد ذلك يأتي تحديد هذا المصدر ، فمالذي يسبب لي مشكله هل هناك عامل خارجي يسبب لي هذا الضغط ؟
كالمشاكل الإجتماعية و المالية والعملية !
أم أنه سبب داخلي كالمشاكل النفسيه والتقلبات التي قد يمر بها أي شخص وغيرها من المشاكل الشخصية !

إذاً أنا هنا أحدد السبب علمت إن كان خارجي أو داخلي بعد ذلك نأتي لتفكيك هذا العامل و تفصيله ..

فإذا كان خارجي هل يمكنني حل الموضوع ؟
إذا كان لي سبيل في حله أو تخفيف تأثيره أسعى بذلك فوراً لأني في النهاية أنا المستفيد ، أما إذا لم يكن لي سبيل فكل ما يمكنني فعله هو التركيز على الصلاحيات التي أمتلكها في حياتي ، باقي الأمور التي يمكنني العمل عليها هنا استمتع بها فقط متجاهلاً ما لا يمكنني السيطرة عليه ؛ لأنه أمر خارجي ولابد لحكمة الله أن تحل هذا الامر مع الأيام فقط نثق في الله ..

أما إذا كان السبب داخلي بعد تفكيري وتصنيفي له ومعرفتي لأصله فهنا أسعى لحله ما دام ضمن نطاق تصرفاتي التي يمكنني حلها ، فإذا كان نفسي لايمكنني حله بيدي الذهاب لمختص نفسي يساعدني بهذا الموضوع ، ولا بأس في كلا الحالتين باستشاره شخص نثق في رأيه و حكمته ..

في النهاية نحن لا نريد للضغوط أن تمسك بدفة الحياة وتقوم بإتخاذ القرارات عنا في حياتنا بناء عليها !!
لقد شاهدت من يترك دراسته بسبب ” ضغوط ” !
من يترك وظيفته بسبب ” ضغوط ” !
من يؤذي غيره بسبب ” ضغوط ” وبحجة لا يمكنني السيطرة على نفسي !
ومن يؤجل أعماله ومشاريعه بسبب ” ضغوط ” !

رأيت بأن الضغوط أمسكت الدفة و حركت إتجاه حياتهم إلى نتيجة ليست مرضية لهم ولم يكونوا يريدون الوصول هنا !
فعلمت بأن الخلل كان في الأشخاص أنفسهم من كان عليهم الجلوس بهدوء مع الذات وتحديد موقعة في خريطة حياته حتى يعلم كل شخص إلى أين مساره وحتى لا يصل إلى وجهة لا تُسعده ..
دمتم بود ..