قبل بضعة أشهر وفي أحد البرامج الحوارية التي تعرض على موقع اليوتيوب ، ظهر إلينا الدكتور عبدالله النفيسي ، وفي هذا البرنامج تحدث عن سيرة حياته ، من أين هي أصوله وعن دراسته في فيكتوريا بمصر ، ودراسته في الجامعة الأميركية بلبنان ، وأخيراً حصوله على الدكتوراه من جامعة كامبريدج في بريطانيا.

وتحدث عن فترات سياسية مختلفة حتى وصل إلى فترة غزو العراق للكويت ، و بدأ واضحاً كيف أن هذا الشخص قد تجنب الحديث عن دور المملكة العربية السعودية في الوقوف مع دولة الكويت منذ بداية الأزمة ، وهذا هو واجبها الديني و الأخلاقي ، فقد استضافة السعودية حكومةً وشعباً الحكومة و الشعب الكويتي ، كما أن المملكة بذلت كل الجهد الدبلوماسي للوصول إلى حل هذه الأزمة وانسحاب العراق من الكويت ، وعندما رأت أنه لا حل سياسي دبلوماسي قررت أن تبذل الغالي و النفيس في سبيل تحرير الكويت ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك ، وخير شاهدٍ المقولة الشهيرة للملك فهد رحمة الله تعالى حينما قال : ( الكويت و السعودية بلد واحد يا نعيش سوا أو نموت سوا ) ، و قد تحملت المملكة العربية السعودية ما تحملته من أجل تحرير دولة الكويت العزيزة على قلوبنا حكومة و شعب ، وقد أراد الله أن يتحقق هذا التحرير .

الشاهد مما طرحته عن دور المملكة في التعامل مع أزمة غزو الكويت ، هو إظهار الحقيقة الخبيثة لمنهج الأخونجية ، حتى لو انكر عبدالله النفيسي ارتباطه بهذه الجماعة وادعائه أنه لم يبايع و لم يدفع الاشتراك المالي ، إلا أن كل فعل له يؤكد هواه الحقيقي و انتمائه الصريح .

و لو كان حقيقةً عدم انتمائه لم نكن لنراه متوافق مع حسن الترابي زعيم الإخوان في السودان ، و لم نكن لنرى سرعة توجهه إلى تونس ولقائه رؤوس جماعة النهضة و اطمئنانه على مشروعهم .

هذا الرجل أيضاً مازال يبشر بالربيع العربي الذي لم يجلب إلا الدمار للدول التي زارها .

الرجل ينكر انتمائه إلى الجماعة لسبب في نظري وهو حب القيادة و الرئاسة لديه ، حينما لم يجد له دور ريادي و قيادي في الجماعة دعى إلى حلها و انصهارها في جماعات أخرى يسهل السيطرة عليها لأن ذلك يحقق له هدفه و ما يصبوا إليه .

و من المعلوم أيضاً أن لهذه الجماعة تقارب مع النظام الإيراني ، و عبدالله النفيسي متأثر بالثورة الخمينية لدرجة أنه ذهب إلى إيران مقدماً النصح لهم بعدم تصدير الثورة ، بل العمل على بناء نموذج كي تتأثر به الشعوب العربية و تحذو حذو هذه الثورة الخمينية البائسة التي نرى نتائجها على الشعب الإيراني و على العالم أجمع .

عجباً له يسعى في كل اتجاه كي يحقق هدف الجماعة و هدفه هو الخاص ، حتى لو كان ذلك عن طريق من يرونه عدواً لهم .

و من العجيب أيضاً أنه تجاوز الحديث عن بن لادن و تنظيم القاعدة و ما جلباه من حروب و مشاكل للمسلمين و العرب ، و أيضاً لم يذكر داعش و لو بنقدٍ بسيط ، و لم يتحدث عن الإرهاب الذي ضرب المملكة العربية السعودية و غيرها من الدول العربية و الإسلامية ، و كذلك لم يتحدث عن محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل جابر الأحمد رحمه الله ، لأنه يعلم أن هذه الجماعات التي قامت بهذه العمليات الإرهابية الموحشة قائمة على أفكار سيد قطب و على كتب المنظرين الآخرين من جماعة الإخوان ، و الذين بالمناسبة هم فقط يكتبون و يُنظرون و يعملون على توفير الأموال اللازمة لحياة مستقرة لهم و لأبنائهم بأي طريقة كانت و أولها التبرعات .

كيف نريد خيراً من رجل يزدري أبناء شعبه و لم يذكر مجهودات دولته بخير ، كيف نريد خيراً من رجل يتبع منهج جماعة ترى الخير في تدمير أوطان المسلمين .

لا يضر المملكة العربية السعودية أبداً أن مثل هذا الرجل و من هم على شاكلته جحدوا ما قامت به و قدمته.
لكن الهدف من هذا المقال كان تبيان حقيقة هذا الرجل و أن يستفيق كل متعاطف معه من غفلته ، فكلامه عن الحريات و الديموقراطيات لا يعدو كونه حديث فارغ و تنظير هزيل ، و خير دليل على ذلك تاريخ جماعة الإخوان منذ تأسيسها إلى اليوم .

حفظ الله المملكة العربية السعودية و جعلها ذخراً للإسلام و المسلمين .