لقد أراد الله أن يُرِيَ الأنسان المغرور الغافل عن نعمة ربه قدرته أمام فايروس لا يرى بالعين المجردة، لقد كانت كورونا سبب بعد أمر الله في إعادة حسابات الأنظمة والعالم بأسره، وجعلته فاتحا فاه فاغراً من هول مايرى.

فلم يعد خافياً امتداد الفيروس، الذي لا راد له إلا الله، ولا ملجأ فيه إلا إليه، وعلينا بصدق التوبة والدعاء لرفع الوباء.

لكن العجيب بعد أن أخذ الوباء بعضه برقاب بعض في الأنتشار والتفشي، أخذت البدع معه تنتقل وتتداول مثل انتشار هذا الوباء وتفشيه، بين دعوة لتوحيد حالات الواتس بالتكبير، الى الصعود إلى اسطح المنازل للتهليل والتضرع.

إن انتشار البدع في الدين ماهو إلا سم لا ينجو منه صاحبه إلا بترك بدعته.

وإن مثل هذه البلاءات ما أتت إلا تقوية لإيمان المؤمن وتكفيراً لسيئاته ولكي يرجع الى ظل ربه تبارك وتعالى، لا بما يهبط الإيمان إلى طريق يؤدي بنا الى البدع والخرافات.

ومن أقوى الأسلاحة في مواجهة هذا الوباء هو التوبة الصادقة فالله مطلع على القلوب فما فائدة التكبير بلاعمل وتوبة صادقة يتبعه عمل بالجوارح.

وأخيراً أقول ماقاله العلامة عبدالسلام هارون:
“وكثيراً من الشر والداً للخير، واليسر تالياً للعسر، وأنما ينسكب الفجر من بعد إطباق الظلام”.

فعسى الله أن يرفع الغمة ويكشف الكربة وأن يقربنا إليه بتوبة صادقة وعمل صالح.