“أين هم اليوم؟”

في زمنٍ ما!

كانت الشهرة لمن يستحقها فقط
وكانت أسبابها إما :
الإبداع في العمل الصحفي، أو التميز بالأعمال الفنية والأدبية، وإما الإمتياز في إعداد البرامج الثقافية، والإجتماعية…

حيث كانوا يُوظفون الشُهرة ويستغلونها خير إستغلال في صالح المُجتمع.

لذلك نشأنا ونحن نعتبر ذلك الرعيل الأول قدة للمجتمعات.

ولكن……

في غفلة من التاريخ!
وفي إنشغال من الزمن!

تسللت شخصيات فارغة!
وتصدرت المشهد بتفاهتها، حتى فرضت ذلك الفراغ الفكري على المجتمع…
فأصبحت لهم شعبية كبيرة على الساحة وأصبحوا يحشرون أنوفهم للحديث في كل شيء، وأي شيء…

كالحرباء
متلونين كل يوم بلون!
كل يوم بلسان!

فأما عن شعبيتهم، فقد كانت في تزايد مُخيف…
حتى تكونت لهم قاعدة جماهرية كبيرة للكبار قبل المراهقين
فلفتوا أنظار ضعاف النفوس من التجار!
فحولوهم من مُهرجين ورُويبضة، إلى جوكر يخدمون بلاطهم، وحساباتهم البنكية..

مع العلم أن بداياتهم كانت مجرد وهم، صادرة من مقطع تافه، ومثير للسخرية..
وهذا هو القاسم المشترك لجميع مشاهير الفلس…

يامن كُنتم تجوبون بقاع المطاعم المُتدنية!
وتُروجون للبضائع الفاسدة المُقلدة!
وتُسوقون لبعضكم البعض مقابل حفنة من الدراهم، لا تسمن ولا تُغني من جوع…

رغم جميع الأزمات التي مررنا بها كمجتمع، وخاصة الأخيرة ..

لم نرى أي مبادرة تخدم مجتمعنا سوى الدعاية لتجار الأزمات، الذين أستغلوا الظروف الراهنة للترويج لبضائعهم الكاسدة تحت مسمى “المبادرات الوطنية”

بينما في الحقيقة أن مبادراتهم (التي يزعمون) قد تؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها خصوصًا أنها تعارض القرارات الملكية وتعاميم وزارتي الداخلية والصحة.
ولكن استطاع “الجشعين” عبر مشاهير الفلس “المرتزقة”
أن يصلوا إلى شريحة كبيرة من المجتمع
فأصبحت الفئات التي تتسم بالبساطة تطبل ، ظانين أن ذلك عمل خيري ومبادرة وطنية..

بينما!
في الحقيقة لسيت سوى “دعاية” لا أكثر….!!

إلى متى يستغل هؤلاء الوطن؟
ويستغلون المجتمع؟
ويستغلون كل ظرف لصالح أنفسهم؟
بأنانية مُقززة ؟؟

ويأتون بعد ذلك في حساباتهم ليطبلوا لأنفسهم ويتغنون بحب الوطن…..

إن كنت تحب الوطن ماذا قدمت له؟
وأنت تعلم أنك مفلس!؟

بإختصار شديد
“لا يغالب احدًا وطنه إلا سيغلبه الوطن” …

كُفوا عن هذا!
احتفظوا ببقية كرامتكم المهدورة
واعلموا أن ذرة من تراب الوطن أغلى وارقى، وأسمى من أن يأتي تافه ليتاجر بها…