كورونا ثم كورونا ثم كورونا …دقت دول العالم أجراس الإنذار الرقمية، أُعلنت حالات الطوارئ، عُلقت الرحلات، عُلقت الدراسة، أُغلقت المساجد، نودي في الناس بإمساك بيوتهم، ولايزال الوعي الفكري يتأرجح في مرحلة المراهقة عند كثير من البالغين بين هزل وجد … الوقائع لا تحتمل التأويل والهزَل في مواجهتها؛
“فيروس كورونا المميت” ليس ظاهرة جماعية تخضع لدراسة أو تفسير وتأويل، هو مشكلة عظمى اجتاحت العالم فعلاً تهدد الأمن الصحي وقد تتجاوز ذلك إلى الأمن الاقتصادي والاجتماعي ايضاً؛ وتحتمل نشوء كثير من الظواهر النفسية المتلازمة فيما بعد ولذلك وجب على المجتمعات مواجهة هذه الجائحة بوعي ناضج يؤدي الى السيطرة عليها والخروج منها بأقل الخسائر؛
انطلق “فيروس كورونا المميت” من مدينة ووهان الصينية وهي عاصمة مقاطعة هوباي في السابع من كانون الثاني/يناير 2020 وبمجرد ادراك السلطات والمجتمع الصيني لتفاقم المشكلة تكاتفت الجهود لتنفيذ القرارات الوقائية دون اجتهادات ذاتية فليست جميع المشاكل تقبل الحلول المتعددة. ومن ذلك الوعي والإدراك استطاعت الصين في فترة زمنية وجيزة تطويق الوباء بشكل فعال؛ تلك هي التجارب المختومة بعلامة الجودة الفارقة في الدول المتقدمة والتي طالما عكفت المجتمعات الأخرى لتطبيقها في جميع المجالات ولكن دون جدوى؛ ذلك أن العامل الرئيس لتقدمها تمثل في ثقافة السلوك الفردي الملتزم بالتعليمات والخطط المدروسة، كذلك بحس المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتق كل فرد للحفاظ على المصلحة العامة؛ ويقع على عاتق المجتمع المسلم خاصة مسؤولية اعظم في التعامل مع النظم والقوانين المقررة لاسيما وأنها منطلقة من التشريعات الإسلامية التي تضمن حياة عادلة ومتوازنة للجميع ولعل امتثال المسلمين لمشورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي ساهمت في انحسار طاعون عمواس الذي نزل بهم سنة 18ه، خير شاهد على فاعلية الوعي والاستنارة بتوجيهات ولاة الأمر؛
التفاعل مع تعليمات الجهات المعنية باتخاذ القرارات هو السلاح الأقوى بإذن الله لمحاربة #فيروس_كورونا والوعي بأننا في مرحلة جادة لا تقبل الهزل هو واجب المرحلة وفرصة لتدريب الذات على كيفية التعامل مع الأزمات والمخاطر، فكل حدث يمر على العالم عبر العصور هو رسالة إما تذكيرية بما فات أو منبئة لما هو آت وعلى المجتمعات التعامل معها بما يضمن نجاعة حلولها على ضمان نجاحات مستقبلية مستدامة في وجه التحديات الطارئة و #كلنا_مسؤول.

مسك الختام:
“السعودية العظمى” ممثلة في الجهات المسؤولة تقف على قدم وساق لتوفير الرعاية الشاملة لرعاياها في كل زمان ومكان والخط الزمني لانتشار “فيروس كورونا المميت” في المملكة العربية السعودية يشير إلى مجموعة فاعلة من القرارات الوقائية والاحترازية للسيطرة على هذا الوباء إلا أن هناك من يتباسط في التنفيذ بلا وعي للواقع … فمتى يبلغ الوعي سن الرشد؟