وها هو ذا وطننا السعودي العظيم، في تعاطيه مع جائحة كورونا، يبدع في الموازنة بين عقيدة الإيمان بقضاء الله، الراسخة في قلوب شعبه، وبين الأخذ بأسباب النجاة والنجاح المادية والمعنوية.

مع استنفار دول العالم في هذه الأيام جميع طاقاتها لمواجهة جائحة كورونا،تظهر مشاهد قصة (مريم العذراء- عليها وعلى ابنها السلام- في القرآن الكريم، لترسم لنا خارطة الطريق الأنجح في التعاطي مع كل جائحة.

فالعذراء الطاهرة تواجه محنة اجتماع الحمل والولادة» مع «العذرية وطهارة الذات والأسرة والتاريخ»، في مجتمع ألسنته حداد، وعيونه لا ترحم، فتأتيها التوجيهات الإلهية بأسباب النجاة والنجاح: ترسيخ عقيدة الإيمان بقضاء الله {وكان نبذ المشاعر السلبية (قناداها من تحتها ألاترني اعتزال الوسط المحيط والمثبط (حمله فانتبذت به مكانا ق اتجاهل الأصوات الشامتة أو الماقتة (قلنأكلم اليوم إنسا} الأخذ بأسباب النجاة مهما بلغ الضعف وهي إليك بجذع النخلة مواجهة المجنة بشجاعة ويقين {فأتت به قومها تحمله قوة الإيمان بوعد الله {ولله آية إلا ورحمة منا} ممارسة لوازم الحياة المادية والنفسية بشكل طبيعي فكلي واشربي وقري عينا} «مريم» الصديقة -عليها السلام- في هذه القصة القرآنية الحكمة مثال لكل ناجح طاهر، وفي قصتها دعوة صريحة لسلوك الطريق نفسه مع كل محنة وجائحة.

وها هو ذا وطننا السعودي العظيم، في تعاطيه مع جائحة كورونا، يبدع في الموازنة بين عقيدة الإيمان بقضاء الله، الراسخة في قلوب شعبه، بين الأخذ بأسباب النجاة والنجاح المادية والمعنوية: وفيبادر بكل شجاعة إلى اتخاذ جميع الاحتياطات لحماية أرضه ومن عليها.

• ويستبق الوباء ثم الجائحة بتجهيز المحاجر الصحية والأدوات والرعاية الطبية.

• ويطلق حملة إرشادية شاملة مبنية على ثقة تامة في مستوى وعي الشعب وتكاتفه.

ويترفع ترفع الكبار عن الأصوات المشككة في حكمة قيادته، أو قدرات أجهزته، أو معنويات شعبه.

• ويدعو شعبه إلى ممارسة الحياة الطبيعية الواعية، وتجاهل تجار الأزمات، ومسوقي الشائعات، ومفرخي الأكاذيب.

ليظهر لأي مراقب منصف في العالم، أن هذه الجائحة حملت في أعطافها منځا كثيرة، أهمها:

• أن انقطاع الأيدي عن المصافحة، والأجساد عن العناق، رافقه تعائق حكمة القادة وولاء الشعب وكفاءة الأجهزة.

• وأن انقطاع الأساتذة والطلاب عن القاعات في مدارسهم وكلياتهم، وانقطاع المراجعين عن الدوائر الخدمية، رافقه نجاح الممكنات الهائلة من الوسائط الإلكترونية للتعلم، وإتمام الخدمات عن بعد، بفضل سنوات من العمل الدؤوب في تنفيذ توجه الدولة -أعزها الله- إلى التحول نحو الحكومة الإلكترونية.

• وأن خلو الأسواق والمطاعم والمقاهي والملاعب والطرقات، رافقه ائتلاف الأسر، وتباهي موائدها بامتلاء جهاتها الأربع بأفرادها، واستعادة طبخ البيت مكانته في ذائقة كل فرد، واکتشاف حجم الممارسات التي كنا نظنها ضرورية فتبين أنها من فضول الحياة.

• وأن كل ما أنجزه أعداء النجاح من التشكيك في قدرة الدولة وأمانتها، قد تهاوى أمام البرهان القاطع الذي أثبتبهذه الجائحة كفاءتها وشجاعتها في إدارة الأزمات، وتفردها في تقديس كرامة الإنسان على ثرى وطننا الطاهر.

وأن تنافر الدول والأعراق والطوائف وتقاتلها وتصارعها في كوكبنا الذي ما فتئ حكماؤه يحاولون لفت النظر إلى تسارع ارتفاع درجة حرارته التي
قد تهلكه ومن فيه، رافقته استجابة إنسانية عالمية لجائحة إلهية، نبهت أهل الأرض إلى أن مصيرهم مشترك، وأنه لا بديل لهم عن التعايش الحضاري، الذي يرى في التغاير قوة وثراء، وطاقة داعية إلى تكاتف الجميع من أجل الجميع.