التعامل مع الأزمات فنُ لا يُجيده إلا العظماء وتقليل الخسائر ومحاولة الحد من أثار الأزمات عملية لا يقوم بها إلا الشُجعان، فجأة ومن دون سابق إنذار ضرب العالم فيروس قاتل اسمته البشرية بفيروس كورونا الصيني نسبةً إلى موطن خروجه وانتشاره، جميع دول العالم لملمت نفسها لتواجه ذلك الداء وفي الأزمات تنكشف الحقائق ويبان كل شيء فلا مكان للشعارات ولا مكان للخُطب والتسويف، نحنُ جزءً من العالم يُصيبنا ما يُصيبه ولسنا استثناء ولأننا كذلك قامت الحكومة بمواجهة ذلك الداء واستباق انتشاره بجملة من الخطوات لعل من ابرزها تعليق العمرة والزيارة وتعليق الدراسة بشكلٍ مؤقت فضلاً عن إجراءات منع السفر وحشد الإمكانيات الصحية لمواجهة ذلك الوباء، أجمل ما في أزمة كورونا أنها صفعت المشككين فالدولة حشدت أمكاناتها وهبت لمساعدة مواطنيها بسرعةِ ولم تفرق بين مواطن وآخر على الرغم من قيام بعض المواطنين بمخالفة أنظمة وتعليمات السفر إلى الخارج وهذا أكبر رد على من يقول بأن الدولة تعامل مواطنيها بتمييز، أيضاً التكامل وطريقة التعاطي مع الأزمة والتنسيق بين مؤسسات الدولة لم يكن متوقعاً فوزارة الصحة والداخلية والبلديات والتعليم تعمل بشكلِ منظم وبتنسيقِ عالي للحد من انتشار ذلك الوباء وعلى خط التعامل مع الأزمة دخلت وزارة الاتصالات فوزارة التعليم بعد اغلاقها للمداس والمؤسسات التعليمية بدأت بتفعيل خطة التعليم عن بعد والذي يتطلب وجود وسيلة اتصال فعالة، خطة التعليم عن بعد نجحت في التعليم العالي لكن هل ستنجح في التعليم العام؟ هذا أمرُ لا يمكن الجزم به خصوصاً وأن المدارس والبرامج التدريبية ومشاريع تطوير التعليم العام جميعها حبرُ على ورق واليوم بات ذلك الحبر يردد هل سأنجح في درس كورونا أم سأفشل وعندئذِ ستكون وزارة التعليم تحت مجهر الرصد فرؤية ٢٠٣٠ لا تحتمل وجود تقصير أو تهاون واحتيال فالأمكانات متوفرة ولا ينقصنا إلا الأخلاص في العمل والإدارة الحسنة التي تضع الخطط والبرامج وتتحسب لمختلف الظروف،  كورونا رغم أنه مؤلم إلا أنه درسُ جميل ففيه فوائد وفوائده أعظم من مضاره لو كنا نعلم وياليت مجلس الشورى والجهات الرقابية تجيره لصالحها فهو المفتش الخفي الذي سيكتشف الخلل ويفضح المتهاون بصورةِ لا يخالطها شك .