عظيم الشعور الذي ينتاب موظف ما اجتهد في عمله ثم حصل على ترقية من مديره ، هو شعور التحفيز والتقدير الذي يمنحك الرضى عن ما قدّمت وعن ما كوفئت به ، هو شعور يُنسيك ذلك التعب الجسدي الذي نالك حين مثابرتك طيلة تلك الشهور أو ربما السنوات .

ثمة رفعة وثمة شعورٍ في طّيات الأيام يليقُ بهذا وذاك .

ألا تدرك أنك تلقيت وعداً برفعةٍ من الله -فقط- حين تتواضع ،
ثم هل تدرك أن الله حين يرفعك لن تستطيع أي ذلة في الارض أن تضعك؟
وحين يضعك لن تستطيع أي عظمةٍ في الارض أن ترفعك .

إن تواضعك لله يتمثل في تواضعك لخلق الله ، لكبيرٍ يُحترم وصغيرٍ يُرحم، على أي حالٍ كنت؛ وفي أي مقامٍ نُصّبت .

وإن الكِبر ولو كان كحّبة الخردل تلك التي بالكاد تراها جيداً ؛ كفيل بأن يحرمك الجنة .

حريٌ بقلبك أن يكون نقياً من كل كبر ،
وحريٌ بنفسك طموحها لرفعة لها من الله ،
حريٌ بالخير أن يجري منك مجرى الدم؛ يزاحم الشيطان الذي أخرجه كبره من الجنة وبات يحسدنا دخولنا إياها .

ليس التواضع لله ذلةً ولا منقصةً ولا ضعفاً بل علواً وارتفاعاً وسمواً .

إنك لا تعلم أي حجمِ رفعةٍ ستنال!
ولا متى؟
ولا كيف؟
ولكنه وعدٌ وكان وعد الله مفعولاً ،
وبقدر إيمانك بهذا وتصديقك إياه؛ ستحظى بتلك الرفعة بإذن الله، وإن وجدت من هوان الحياة ما وجدت فليطمأن قلبك حين كذبت وعود الشيطان ، استمر في تواضعك لله،
إن الله يرى ما في قلبك، ولن يخيب ظنك بالله أبداً .