وهو صغير في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، كانت وسيلته الوحيدة لمشاغبة زملائه هي رسمهم بطريقة كاريكاتورية مضحكة، وكان التلاميذ يتندرون ويسخرون من زميلهم الذي تم رسمه، بل ويخفون الأمر على المعلمين الذي طالما رسمهم هذا المشاغب الصغير. وبعد أن ذاع صيته أخذ يرسم المعلمين علانيةً، وأصبحت هدايا الزائرين للمدرسة من المشرفين التربويين وأولياء الأمور هي أن يأتوا بهذا الصغير ليرسمهم وسط دهشتهم من تمكن هذا الفتى وموهبته التي جاوزت عمره بمراحل.

«دافنشي رفحاء» هذا هو اللقب الذي أُطلق على الفنان التشكيلي المتميز الأستاذ صاطي الشراري، الذي أصبح حديثاً لكل من سمع به ورآه، حيث برز في رسم البورتيه، وتصميم الموشن جرافيك وفي تصميم الأفلام المتحركة، والابتكارات «الدافنشية» مثل بناء هياكل الطائرات والمجسمات وغيرها بأدوات ورقية بدائية تعكس مالديه من مواهب.

كان قادراً على تصميم ورسم كل شيء، وساعده على ذلك حصوله على بكالوريوس حاسبات، كما نذر وقته للتدريب على الرسم وتصميم المحتويات العلمية والفنية عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأصبح صاطي في وقت قياسي ــ بالنسبة لعمره ــ مادةً دسمة للإعلام والقنوات الفضائية، واشتهرت لوحاته مثل رؤية 2030والتي استضافه التلفزيون السعودي للحديث عنها، كما اشتهرت جدارياته التي نفذها في مدينته رفحاء في مناسبات عدة.

والآن صاطي يمتهن الأعمال الحرة، ويعتمد على نفسه في كل شيء، ويحلم مع رؤية 2030 أن يكون له موضع قدم في مستقبل يُنذر بتباشير وطينة على كافة الأصعدة ومنها الفنون بأنواعها.

كما يحلم أنه يكون له بصمة عالمية مختلفة مثل ليوناردو دفنشي وبيكاسو وسلفادور دالي، ويفكر في إنشاء متحف ضخم لكل أنواع الفن على غرار متحف « اللوفر»، ولكن هل ستصفق يده الواحده؟
مثل هذا الشاب الموهوب والطموح هو تحدي للجهات ذات العلاقة لتبني موهبته ودعمه لتحقيق أهدافه، وتخصيص جداريات له ولأقرانه المبدعين، وتوفير منح دراسية لأرقى دول العالم في هذه الفنون التي تشكل مصدر دخل قومي هام لكثير من بلدان العالم.

راقبوا « دافنشي رفحاء» وستبهرون بقيمته الفنية العالية، وكلنا أمل بأن يجد هذا الشاب محضناً له في الجمعيات التابعة لوزارة الثقافة مثل جمعية الثقافة والفنون، أو يتم الاستفادة منه في القطاع الخاص في مجال التدريب والدعاية والفنون.
«صاطي الشراري» بئر نفط في رفحاء تنتظر من يُنقب عنها، فهل أنتم فاعلون؟