كثيرا مانصادف في حياتنا اليومية أو تجمعنا المواقف والظروف مع شخصيات تبدوا لنا بالوهلة الأولى غريبة بعض الشيء من حيث تفاعلها مع والأحداث حولها نجدهم يتصفون بالبرود العاطفي أو عدم الإحساس حتى أننا نطلق عليهم شخصيات باردة لنقف قليلا عند هذه الشخصيات ونسأل انفسنا ماهو السبب وراء ذلك؟

مع أن النفس البشرية تتفاعل مع كل المؤثرات حولها والإنسان المخلوق الوحيد الذي يستطيع التعبيير والتحكم بعواطفه وإحساسه

وبالتعمق في هذا الأمر يقول ريتشارد لين في جامعة ولاية أريزونا(قد يحدث التفاعل العاطفي وتنشط الأحاسيس وتحدث الإستجابة الحسية إلا أن كل هذا يحدث دون ان ندرك ذلك)

توصل العلماء إلى التسمية العلمية لهذه الحالة وهي الأليكسيثيميا(Alexithymia)
وهي نقص الإنسجام النفسي أو فقدان العواطف وعدم القدرة على الإستمتاع بلحظات الفرح والحزن وعدم الشعور بالحب أو الحماس لأي مثير.

وهو نوع من عمى الألوان العاطفي الذي يمنعهم من الإدراك أو التعبير عن التدرجات المختلفة للأحاسيس التي تجمل حياتنا.
نضرب مثال على ذلك أن أحد الأشخاص لاحظ ذلك على صديقه في ليلة زفافه يقول لم أشاهد في تعابيره أي إحساس للفرحة بأن هذا اليوم المنتظر الذي ينتظره كل شاب التقى بشريكة حياته.أيضا حين رزق بمولوده الأول وأصبح أبا لم يحرك ساكنا كان انسانا متبلد الإحساس خالي من أي مشاعر.

نلاحظ على هؤلاء الأشخاص بعض اعراض الإكتئاب من ميل الى الوحدة والإنعزال وعدم الرغبة بمباهج الحياة وفقدان الشعور بأي إحساس جميل.

البعض يطلق عليهم قساة القلوب لكن العكس صحيح هم يملكون قلوبا حساسة جدا ومرهفة لكن غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم او ترجمتها ربما كثرة الصدمات العاطفية والخذلان وفقدان الثقة بالناس جعلهم بهذه الحالة كمحارب مستسلم بأرض المعركة.

اذا لاحظ الشخص بعض هذه الأعراض لايجعل نفسه فريسة لهذه الحالة وأنصح بالإبتعاد عن كل شخصية متشائمة تبني سورا حولك من الإحباط والحزن والبحث عن الاشخاص المتفائلين الذين يزرعون حولك ورود الأمل تستطيع بذلك تغيير افكارك السلبية والمضي قدما نحو غد أفضل

حاول تعزيز نفسك وعدم إحباطها حتى وإن تكرر فشلك عدة مرات بل بالعكس اجعل من عثرات فشلك سلما نحو النجاح
إهتم بالمهام الصغيرة والكبيرة وإشغال وقت الفراغ والاستفادة منه لأقصى درجة.

وأخيرا لابد من التفريغ العاطفي والتعبير عن مشاعرنا وعدم كبتها وأسرها خلف قضبان الخجل او العادات والتقاليد طالما أنها صحيحة فالدماغ لايجد وسيلة سوى التفاعلات العاطفية وإلا أدى ذلك إلى أمراض جسدية ونفسية كمتلازمة القولون العصبي وفقدان الشهية وإنفصام الشخصية والإكتئاب

ليكن شعارك أعبر عن مشاعري النفسية حتى لاأصاب بأمراض جسدية ولا ننسى أن ديننا الحنيف دين البهجة والطمأنينة والأمان ونشر السعادة والدليل على ذلك (تبسمك في وجه أخيك صدقة)جمع بين الأجر وزرع السعادة في نفوس البشر فهنيئا لنا كمسلمين بهذا الدين العظيم الذي يراعي كل تفاصيل واحتياجات الإنسان النفسية والعاطفية والجسدية والفكرية والإجتماعية ….الخ سأختم قولي بهمسة صغيرة عبروا عن مشاعركم لاتدعوها اسيرة صمتكم …..