أثبت استشاري جراحة التركيبات الاصطناعية بجامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور محمد بن لافي العتيبي خصوصية حجم الركبة السعودية، وذلك في مجال جراحة العظام والتركيبات الصناعية لمفصل الركبة، نسبة إلى مفاصل دول أوروبا وشمال أمريكا (القوقازية) المستخدمة في التركيبات الصناعية المستخدمة حاليًّا بالمملكة العربية السعودية، عبر بحث علمي متخصص تم نشره في المجلة الطبية السعودية مؤخرًا.

ويأتي البحث نظرًا لحاجة شريحة كبيرة من المواطنين للزرعات الاصطناعية وازدياد الإقبال عليها لتغير نمط الحياة مع تغير المجتمعات.

فيما أكد العتيبي أهمية البحث العلمي وتوظيفه فيما يخدم المجتمع، الأمر الذي يعد من أهم ركائز ووظائف الجامعات وما تقدمه للإنسانية، لافتًا إلى أن بحث خصوصية الركبة السعودية يُعد حاجة ملحة، وذلك بالنظر إلى ارتفاع حالات المرضى المستحقين لعمليات تغيير مفصل الركبة، مشيرًا إلى ملاحظة جراحي العظام من خارج البلاد المصنعة للمفاصل الاصطناعية (دول أوروبا وشمال أمريكا) وجود نسبة من عدم التطابق في حال استخدامها في الدول الأخرى، خصوصًا في قارة آسيا.

وأوضح العتيبي أن عدم تطابق المفاصل الاصطناعية المتوافرة في السوق من عدة شركات أدى إلى عدم رضا المرضى، وذلك من خلال وجود بعض الألم نتيجة لعدم التطابق، مما أكد رغبته من خلال بحثه في توثيق ذلك علميًّا، بالاستعانة بطب الأشعة لتدقيق قراءات مقاس الركبة للمرضى من خلال الأشعة المقطعية الدقيقة.

وأظهرت الدراسة البحثية الحاجة لوجود أحجام مفاصل صناعية صغيرة تتناسب مع المقاس العظمي للركبة السعودية لدى جزء كبير من المرضى في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد تطبيق منهجية تقييم جميع صور التصوير المقطعي المحوسب للركبة التي تم الحصول عليها من جنوب غرب المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أكد أن المرضى السعوديين لديهم سمات “مورفولوجية” لا تتطابق مع الزرعات الاصطناعية المتوافرة على نطاق واسع والمصممة للركب القوقازية، والحاجة إلى تصميم زرعات جديدة تأخذ هذه الاختلافات في الاعتبار.

يذكر أن الدراسة تمت على 100 ركبة لـ 50 مريضًا سعوديًّا من الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم ما بين 28 – 85 عامًا، ولم يتم العثور على فروقات إحصائية في قياسات العمر وزاوية “ساساكي” بين المرضى الذكور والإناث، واختلاف قياسات المفاصل (القوقازية) المتوافرة، والتي تعد أكبر بكثير في الذكور من الإناث، إلا أن حجم مفصل الركبة لدى عينة البحث من المرضى أثبت صغر التكوين العظمي للمفصل والحاجة إلى إيجاد مفاصل تأخذ هذا في عين الاعتبار.