ما بين واقعِ التحصيل العلمي و أحلامِ الأهل و الأقارب و ما بين الطموح الشخصي و عدم وضوح الهَدف و انعدامِ الرؤية ، يعيش الطالبـ/ـة في المرحلة الثانوية أوقاتاً عصيبة من أجل الحصول على أعلى الدرجات التي تخوّله باختيار التخصص الملائم للبدء في رحلة أخرى من التحصيل و أول خطوة في تحديد المستقبل العملي .

ضبابية الرؤية تكمن في عدم وجود توجيه سليم يوضّح للطالب و الطالبة التخصصات المتاحة و المطلوبة خلال الفترة الزمنية المتوقع تخرُّجه فيها و ما بعد ذلك ، و مدى ملائمتها لإمكانياته و قدراته و مهاراته ليكون على أتمِ الجاهزيّة لخوض غمار الحياة العملية مسلحاً بالمعرفة و المهارات اللازمة . و من أسباب ذلك أيضاً عدم وجود تنسيق حقيقي بين وزارة التعليم و الوزارات الأخرى التي سيؤول إليها مستقبل ذلك الشاب وتلك الفتاة لاحقاً لتحديد الاحتياجات الحقيقية لتلك الوزارات من التخصصات العلمية و المهارات اللازمة لسد الاحتياج للقوى العاملة في مختلف المجالات . و ما يحدث حالياً و حدث سابقاً هو أن الطلاب ينتقلون من المرحلة الثانوية إلى التعليم الجامعي بطموحٍ عالي و بحماس كبير دون توجيه سليم و دون وضوح هدف أو معرفة كافية بما يحدث في سوق العمل من تحديثات و تغيرات و إلغاء بعض التخصصات و انعدام فرصها الوظيفية و استحداث أخرى و ازدياد الطلب على مهارات معيّنه و اضمحلاله عن أخرى .

من نتائج ذلك أن بعض الطلاب قد يبدأ بتخصص معين و ينتهي بآخر و يضيع سنين طويله من عمره حتى يجد ما يلائم إمكانياته و تطلعاته و قد يحصل على الوثيقة و يظل يبحث عن وظائف كان يتوقعها عالية الطلب و غزيرة الفرص و يصطدم بالواقع المغاير .

الحل تملكه وزارة التعليم أولاً بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية و التنمية الإجتماعية في إيجاد طريقة مناسبة لجعل الصورة واضحة للطلاب منذ بداية المرحلة الثانوية عمّا يطلبه سوق العمل و كمية الفرص المتاحة ومجالاتها و متطلباتها الضرورية لمساعدتهم في رسم مساراتهم بشكل سليم و ميسر .