” المسند ” يكشف علاقة الأضواء الغريبة في سماء صحراء المملكة بالجن

وثق أحد رواد البر خلال رحلته في صحراء رماح، ظهور أضواء من على بعد 20 كلم في السماء ثم اختفائها بشكل مفاجئ.

وربط البعض هذه الظاهرة الغريبة بالجن، ما استدعى أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، عبد الله المسند، لتوضيح تلك الظاهرة.

وقال المسند: ” يتساءل بعض رواد البر عن ظاهرة بصرية وهي مشاهدة أنوار البلدات القريبة منهم نحو 10-20كم فترة من الوقت ثم اختفاؤها؟ هل تندرج تحت ظاهرة الغيلان (الجن)، أو هي ظاهرة وهمية؟ أو خدعة بصرية؟ ” .

وأضاف: ” هذه الظاهرة البصرية تُدعى بالسراب العلوي أو السراب المتفوق Superior Mirage ، تجعل الأشياء البعيدة التي تكون تحت الأفق ولا نشاهدها بسبب بعدها واحتداب الأرض تجعلها فوق الأفق ” .

وتابع: ” وهي خدعة بصرية، عملت الطبقة الهوائية الحارة التي تعلو محافظة رماح عمل المرايا أو العدسة (سراب) فعكست أنوار القرية فوق الأفق ” .

واستدرج قوله: ” في حالة المقطع المصور كانت طبقة الهواء المماسة لرماح معتدلة الحرارة نوعاً ما، بينما الطبقة الهوائية التي تقع فوقها أشد منها حرارة، الأمر الذي جعل كثافة الهواء بين الطبقتين متبايناً، وهذا يُسمى في علم المناخ الانقلاب الحراري، ونعني به أن الطبقة الهوائية العليا أعلى درجة حرارة من السفلى، وهذا خلاف الأصل فيزيائياً ” .

واستكمل:” حيث تعلمنا أنه كلما ارتفعنا كلما انخفضت درجة الحرارة، ولكن الانقلاب الحراري يكسر تلك القاعدة، في ظروف عدة منها الحالة التي نحن بصددها، إذ إن سطح الأرض أول الليل يبدأ يفقد حرارته بسرعة فيُبرّد الطبقة الهوائية المماسة له، بينما الطبقة الهوائية العليا ما زالت تحتفظ بالحرارة، وتفقدها ببطء، وذلك بسبب اختلاف الحرارة النوعية بين سطح الأرض اليابس والهواء، وهذا يتكرر بالمناسبة أعني الانقلاب الحراري في آخر الليل وأول الصباح في فصل الشتاء فيكون الهواء فوق سطح الأرض مباشرة أبرد من الطبقة التي تعلوه، وعليه نرى سُحب الدخان والسخام والتلوث لا ترتفع إلى أعلى، بل تُحبس بسبب هذه الظاهرة، حتى ترتفع الشمس وتُسخن سطح الأرض فينتهي الانقلاب الحراري ومن ثَم تعود الأمور لطبيعتها “.

وختم: ” نعود للمقطع المرفق؛ حيث تظهر أنوار محافظة رماح في الأفق للمصور، عبر شاشة علوية أو عدسة أو قل مرايا تعكس أنوار رماح فترفها للناظر من بعيد عبر ظاهرة السراب وهي خدعة بصرية، ولولا السراب الذي رفعها لم نستطع مشاهدة أنوار رماح بسبب بعدها واحتداب الأرض، ويتبين مع الوقت للمشاهد أن الأنوار تبدأ بالاختفاء التدريجي، والعلة في ذلك أن طبقة الهواء فوق سطح الأرض مباشرة “.