يبدو أن مراعاة المصالح السيادية في العالم العربي، تقتصر فقط على دول دون غيرها، فحتى الأن لم يتقبل أعداء الخليج العربي خطوة التطبيع التي بدأتها الإمارات والبحرين، فيما يغض هؤلاء البصر عن الأخرين.

ودخلت كل من سوريا والعراق والسودان في مفاوضات التطبيع مع إسرائيل بالفعل، ولا نجد الضجة التي أحدثتها اتفاقيات الإمارات والبحرين تحدث الأن.

وفرت وسائل الإعلام المعادية للخليج العربي إلى جحورها الأن حتى لا تسلط الضوء على عمليات التطبيع الحتمية التي دخلت فيها عدد من الدول العربية، دون خجل من مواصلة رفع شعار شفافية إعلامهم.

مفاوضات السودان وإسرائيل
وشهدنا اليوم الثلاثاء، تصريحات من جهات إسرائيلية رفيعة المستوى، تزعم أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيصدر إعلان رسمي عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان.

وقال الموقع الإسرائيلي«I24 NEWS» إن مصدرا في وزارة الخارجية السودانية قد قال أثناء حديث مع الإذاعة الاسرائيلية، أن هناك مؤشرات تدل على تفاهمات تمهيدية للبدء في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومنها الإعلان الأمريكي عن رفع اسم السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب.

لبنان طبع
ويجدر بنا الإشارة إلى أن لبنان طبع واعترف بإسرائيل من خلال اتفاقية ترسيم الحدود ومحادثات استثمار الغاز التي يطمح من خلالها في البدء باستثمار البلوكين 8 و 9، دون أن نرى شعارات مثل بيع القضية الفلسطينية أو ما شابه ذلك.

وأعلن مجلس نواب لبنان مؤخرًا أنه تم إجراء محادثات حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، فيما أشار خبراء إلى أن هذه الخطوة تؤكد أن إيران وحزب الله فضلا التفاوض عبر أمريكا وليس عبر فرنسا باعتبارها كانت مجرد “وكيل”.

موقف إيران وحزب الله
وفيما يخص دولة الإرهاب الإيرانية فبالطبع لا تخالف خط سير حزب الله في لبنان، فكلاهما قررا الذهاب إلى أولوياتهما الجيو سياسية، وذلك بعد فشل مخططهم للسيطرة على منطقة المشرق العربي من خلال حشد مواردهم في اتجاه الصراع مع إسرائيل.

فيبدو أن حزب الله سيلقي قريبًا بسلاح المقاومة ضد إسرائيل؛ ليسير في اتجاه أخر في ظل التوجه للتطبيع مع إسرائيل.

وتواصل منصات الإعلام في قطر وتركيا حربها ضد الخليج من خلال استغلال اتفاقيات السلام للصيد في الماء العكر، ولكن دون فائدة؛ حيث أن تاريخهم يفضح تحركاتهم دائمًا، فكان قطر دائمًا تلقي بنفسها في أحضان إسرائيل قبل سنوات، فيما لا تخجل تركيا منذ زمن من تقديم المساعدات لإسرائيل.

ويتجاهل الجميع مفاوضات الدول العربية من كل جنس، ولكن مازالت الانتقادات تطال الخليج العربي فقط.