لطالما شغلت العلاقة بين الذكر والأنثى الفلاسفة والكتاب والفقهاء والبسطاء من الناس، تختلف العلاقة بإختلاف طريقة تفكير الشخص ومستوى نظرته للحياة وتختلف بمدى تأثره بالأفكار والآراء التي تدور حول الأنثى كما أنها تختلف وتتأثر بالبيئة التي يعيش فيها ذلك الكائن البشري، العلاقة بين الذكر والأنثى علاقة سرمدية موسيقية وهذه نظرة من زاوية فلسفية أكثر عقلانية وذات رداء إنساني ، أما إذا كانت النظرة من زاوية شهوانية فالعلاقة لن تتجاوز الرداء الأحمر والممارسة الجنسية والإثارة والتزاوج وفي حالات ليست نادرة الامتلاك الأبدي .

العلاقة الصحيحة هي تلك المبنية على الشراكة في الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، شراكة في كل شيء باكورتها ومحصلتها الأخيرة مؤسسة الزواج وتكوين أسرة وفق قاعدة شراكة لا إمتلاك ، من الصعب جداً التخلص من بعض الأفكار كتلك التي عاشت بالمجتمع عمراً طويلاً وتعايش معها الناس وطبقوها بحذافيرها من الصعب التخلص منها ومن الصعب أيضاً التخفيف من آثارها التي تكون كالندبات على سطح المجتمع، لكن ليس من الصعوبة بمكان الدفع بافكارِ جديدة على السطح خصوصاً الأفكار الإنسانية والتي لا يناهضها عاقل، الأفكار الإنسانية العقلانية بمثابة المصل الشافي لحالة الندبات الفكرية فمع مرور الزمن تتغير طريقة التفكير والنظر إلى الأشياء وتُصبح المقاييس مقاييس إنسانية لا جاهلية متوارثة كابرٍ عن كابر، المجتمعات العربية مجتمعات بدوية وإن كان هناك حضر يقطنون في المدن فالبدوية لا تعني العيش في الصحراء كما يعتقد البعض بل هي أعمق من ذلك بكثير، البدوية نمط في التفكير وممارسات وسلوكيات جافة خالية من الانسانية وتعني العيش وفق ما خطه وورثه الآباء الأوائل وإن كان في ذلك خطأً ما، أظن أن العلاقة بين الذكر والأنثى عربياً علاقة يشوبها الكثير من المتناقضات والسلوكيات الخاطئة والمتسبب في كل ذلك الثقافة المتوارثة فالعقل يحتله الأسبق إليه فالعقل العربي وعاء يُملى وليس أداة للتفكير والتأمل والبحث عن الحقيقة.