كشف ماجد ممدوح الرخيص؛ الباحث الشرعي بالعلوم الفلكية، المشارك بحساب الأهلة، وفصول السنة،وخبير حالات الطقس والمناخ،عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، عن ملامح أسبوع الهريف.

وقال “الرخيص” في تصريحات خاصة لـصحيفة “صدى” : أننا لازلنا نتواكب مع نجم الصرفة: الواقع في الفترة الزمنية: من ٣ إلى ١٥ أكتوبر”.

ولفت إلى أن نجم الصرفة: ” هو آخر نجوم سهيل ، وهو من نجوم الخريف، وهو نجم واحد مضيء حوله نجوم صغار طمس من النجوم الشامية تسمى قلب الأسد وسمي بالصرفة لانصراف الحر عند طلوعة غدوة، وقد تساوى الليل والنهار قبل دخوله بأسبوع تقريباً”.

وأضاف : “رياح هذا النجم شمالية،وشمالية غربية، وسريعة التحول إلى جميع الاتجاهات، تعصف العواصف بشكل مفاجئ على البحار والمناطق الجبلية، وقبل هطول الأمطار مبدئياً يسبق السحاب غبار، يسمى بنسم (نسائم) السحاب”.

وتابع : “نحن الآن في منتصفه الذي يسبق الوسم بأسبوع ، وهذا الأسبوع الذي نواكبه المسمى بالهريف،وهو أعظم بركة بمشيئة الله في الانبات على الإطلاق في السنة”.

واستكمل: ” فإذا صاحبه أمطاراً غزيرة، يكون أعظم أيام السنة بركة على الإطلاق، لأن الأرض تتهيأ للنبات السريع بسبب وجود حرارة كامنة في باطنها مناسبة، فتكون ملائمة وبسرعة للإنبات ١٠٠٪؜ ، لأنها لا هي بالحارة التي تقتل النبتة ولا هي بالباردة التي تبطئ بالانبات”.

يقول العرب « إذا طلعت الصرفة احتال كل ذي حرفة وجفر كل ذي نطفة وامتيز عن الماء زلفة»

وأوضح أن المعنى :” احتال كل ذي حرفة: أي أن الشتاء قد أقبل وكل ذي حرفة يضطرب ويحتال للشتاء بما يصلحه به”.
– “جفر كل ذي نطفة: أي أن الحوامل من الإبل قد ظهر حملها وعظمت بطونها فليس يدنو منها الفحل”.
– ” امتيز عن الماء زلفة: أي أن البادية يخرجون ويفارقون المياه التي كانوا عليها لطلب الكلأ، ويسمى هذا الرحيل بالمندى”.

وأضاف : “يقال: الصرفة ناب الدهر :لأنها تفتر عن فصل الزمانين وفي الصرفة يبدأ يعتدل الجو نهارا وتشعر ببرودته في الليل، وتختفي فيه السحب القادمة من جهة الشرق إلى الغرب،وتتلاشى الرطوبة والسموم، و تبدأ ظهور السحب والمزن من جهة الغرب وغالبا ما يكون في نوئها مطراً، إذا هبت رياح “الصبا” الشرقية ،أو الشرقية الشمالية”.

واسطرد : ” ومطر الصرفة يسمى ب الهرفي(الهريف) ، وهو في عرف مزارعي نجد الذي ينبت الكمأ وجميع الأعشاب والأشجار كالشيح والقيصوم وغيرها، وفيها تتم هجرة طيور الصقور وطيور الماء والبط، والكرك والغرانيق،وتهاجر فيها طيور الحبارى والسمقان”.

واختتم : “وللمعلومية أن نجم الصرفة هو النجم الثالث من نجوم الخريف والثاني والأخير من نجوم الصفري بحساب النجوم، التي فيها نهاية موسم الغوص الكبير، وهو موسم القفال :أي عودة جميع الغواصين من رحلة الغوص إلى اللؤلؤ ، وفي هذا النجم تحرث الأرض للزراعة، ويحصد الأرز ويستمر جني ثمار النخيل وينصح المزارعون بكثرة سقي المزروعات، كما يستمر غرس فسائل النخيل وتزرع الخضار الشتوية ويلي هذا الأسبوع بنهايته مباشرة دخول الوسم في “١٦” أكتوبر”.