لو أن الحكومة الليبية التي لا يعترف بها إلا أردوغان ومن بقلبهِ هوى للإخوان والإسلام السياسي طلبت من الدول العربية التدخل عسكرياً لكان في ذلك برداً وسلاماً فالأرض عربية والداخل عربي والطلب وطني والهدف قومي ، لكن الحكومة لن تطلب لأنها تعرف موقف الدول العربية منها ومن سياساتها فطلبت من اوردوغان التدخل لصد عمليات الجيش الليبي ، الشأن الليبي ليس مُعقداً كما يعتقد البعض لكن هناك من يُريد تعقيده لتتحول ليبيا لسوريا أخرى أو صومالِ يتجاذبها أمراء الحرب ، الدور التركي بليبيا مشبوه ومحاولات التدخل العسكري بشكل مباشر تدل وبوضوح على أن السياسي التركي يسعى بكل جهدِ للحصول على مؤطأ قدمِ بليبيا لتكون فيما بعد قاعدة الانطلاق نحو أفريقيا وإعادة إحياء الخلافة العثمانية البائدة من جديد ، اللوم كل اللوم يقع على اوردوغان وحزبه والمحيطين به هذا ما يردده المناهضين لسياسة ذلك الأحمق المتشرب للإسلام السياسي حتى الثماله ، اللوم لا يقع عليه بالكلية فأوردوغان لديه مشروع جيوسياسي كبير وخطير ويقاتل بمختلف الأسلحة ليراه حقيقةً على أرض الواقع مهما كلف الأمر ، بغض النظر عن مشروع اوردوغان ومدى شرعيته وإمكانية تحققه على أرض الواقع إلا أن اللوم لا يقع عليه بالكُلية فهو ذو طموح وشخص يُجيد الاستفادة من الأحدات التي يسخرها لمصلحته الأيديولوجية وطموحاته السياسية ، اللوم كل اللوم يقع على القوميين العرب الذين تاهو عند مفترق الطرق ويقع على الوطنيين العرب الذين تركوا الجبهة الداخلية لأوطانهم مفتوحة فقد اشتغلوا بالصراعات الجانبية والمقايضات السياسية والفكرية ، اللوم كل اللوم يقع على الشباب العربي الذي وجد في شخصية اوردوغان نموذجاً يحتذى به فقد فالشاب العربي المغيب عقلياً المسحوق معيشياً وجد في شخصية اوردوغان الأمل فهو يمثل له المنقذ والحلم المنتظر ،لو فكر الشاب العربي قليلاً وعاد بالذاكرة إلى الوراء لأكتشف الحقيقة المره فأوردوغان ذو القلب العثماني يتبع خطوات صعاليك الدولة العثمانية في تدمير البلدان العربية وتفتيتها بشتى الطرق تمهيداً للإنقضاض عليها فعدو جدك لن يكون صديقك في يومِ من الأيام .

لا نلوم المؤمنين بالإسلام السياسي المرددين لكلمة خلافة الذاكرين الخلافة العثمانية كثيراً فتلك الشخصيات وذلك المجتمع البشري المخدوع بالخطب والشعارات ليسوا سوى خونة ومرتزقة وفي أحسن الأحوال حطب ووقود لصراعات دمويه لاتنتهي ، لا نلوم تلك الفئة البشرية فمهما قلت لها وقدمت لها الحقيقة إلا أنها ما تزال متمسكة بنظرتها لأوردوغان وللإسلام السياسي الذي لا ينشط إلا في بيئة الوعظ والفقر والجهل والتردي الاجتماعي والاقتصادي والقهر السياسي ،لقد وجد أوردوغان الساحة مكشوفة فدخل وهاهم مرتزقته تعيث في أرض ليبيا فساداً بإسم إقامة العدل تارة وإحياء الشريعة الإسلامية تارةً أخرى.

على الدول العربية الوقوف والتصدي لعنتريات أوردوغان وكسر شوكته فاستباحة الأرض العربية من قبل شخصيةِ مهرجة ممتلئة بالحقد والكراهية ضد كل ماهو عربي جريمة وعار سيخلده التاريخ أبد الدهر فمن يحمل السلاح ليس سياسياً ومن يحمله لا يبحث عن سلام بل يبحث عن دماء يقدمها قرابين لمشروعِ يحلم به الأغبياء والحمقى ومدمني مطالعة كتب التاريخ المزورة .