ما استنتجه وربما هناك من يوافقني الرأي بأن الشعب السعودي أصبح «كييفا» ويحب السفر وأيضاً أن هناك مبالغة في الحديث عن الحاجة وتدني الرواتب وعلو الأسعار والضرائب والقروض والبطالة وهناك من يضرب بالأساسيات عرض الحائط لقاء ثمن تذكرة ورفاهية المزاج والكشخة الأبهه .

لا أنكر أن هناك فقرا حقيقيا وأن هناك جوعى في بعض جيوب العقل ولكن علينا أن ندقق في المشهد أكثر وأن نربطه بشكل جذري أقرب مع أنماط الاستهلاك سأعرض عليكم حقائق وأرقاماً طريفة قرأتها تكشف عن مفارقات لا يجوز أن نصمت عليها.

الحقيقة الأولى تقول بأن مطلع عام 2020 عدد المسافرون السعوديين والذي يتزامن مع أجازة ما بين الفصلين تجاوز 8 مليون في حين ما أنفق على السفر تعدى 20 مليار ريال هي إحصائية صادرة عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية مقابل 837 مليون دولار للعام الذي سبقه بزيادة 5.3%.

والحقيقة الثانية وهي الأسوأ بأن السعوديين ينفقون على التبغ والسجائر حوالي 21 مليار ريال سنويا على التدخين وأن أعداد المدخنين تصل إلى أكثر من 30% وارتفاع عدد المدخنين الى 10 ملايين مدخن ومدخنة مطلع عام 2020 بزيادة عددهم عن عام 2019 والذي تجاوز 6 ملايين هذا عدا عن مدخني الأرجيلة.

المصيبة أن نسبة التدخين السلبي عند المراهقين بلغت 60% وأن هناك 30% من الأطفال بين سن 13 ـ 15 سنة يدخنون في السعودية.

وحقيقة ثالثة تقول بأن العمالة الوافدة تستنزف بليون دولار سنوياً، فهناك ما يزيد على 50 ألف «خادمة» في المنازل وهذا رقم متواضع ولا توجد أرقام مؤكدة لعدد الخادمات السائبات وإن ذكرت بعض الصحف بأن عددهم يزيد على 6 آلاف وأنا أعتقد أنهم أضعاف ذلك بكثير .

والأدهى من ذلك هناك أكثر من 5.6 مليون مشترك بالموبايل كانت إيراداتهم لسوق الاتصالات العام الماضي 934 مليون ريال هل نصدق بأن السعوديين أنفقوا 70 مليونا على شراء أجهزة هواتف خليوية جديدة خلال الستة أشهر الماضية؟

هل نبكي أم نضحك حين نعلم بأن أكثر من 750 ألف ريال كانت كلفة رسائل المسج «معايدات» بين السعوديين قبل حلول شهر رمضان المبارك ولم نعلم كم دفعوا تهاني العيد؟ ملايين الريالات؟

وفي الاتجاه ذاته أظهرت نتائج مسح هيئة الإحصاء العامة وفيها تقرير جديد جداً يظهر بأن معدل البطالة 12.3% منهم 6 % ذكورا، 31.1 % إناثا.

لكن بحسبة بسيطة جداً فإن ما يقارب 4 بلايين يضيعها السعوديين سنوياً على السجائر والسفر والموبايل ومكملات أضافية لأشباه الترف والأخيرة تعطى للعمالة الوافدة؟!

لا أذيع سراً حين أرى أناسا يشكون مرارا ومرارة ضيق الحال المحال فتجد شباباً عاطلين عن العمل يحملون موبايلات آخر موديل ويدخنون كل يوم أكثر من علبة سجائر أو يدخنون الأرجيلة في المقاهى ذات الكلفة المرتفعة وحجوزات أفخم الدول والفنادق والفتيات أدمن عمليات التجميل تنفق مبلغ وقدره ؟؟؟ وأن تعددت المسميات المهلك واحد.

نحتاج أن نكون صادقين مع أنفسنا فلا نخدعها ونظل نشكو الطفر وضيق الحال (استهبال الشكوى والنحيب علنا) فترددها الألسن في مختلف الأوساط الاجتماعية بغض النظر عن مكانتها الاقتصادية والمعيشية ونحن لا ندقق في مسيرة حياتنا اليومية فنحن دولة بترولية أولى وعلينا أن نفيق من سباتنا العميق أخشى أن أصل بعد كل هذه الحقائق المؤلمة للقول.. هل العوز والبطالة «كذبة» في السعودية .

ومن منطلق الترفيه .. ما هو معنى الترف أو الرفاهية بنظركم؟ وكيف سيكون شكل المنتجات الفارهة في المُستقبل؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه حالياً متحف فيكتوريا وألبرت في لندن ومن يجيب عليه يحصل على بطاقة دخول مجانية .

الطاقة التي ينبغي أن تنفق لانجاز الفعل تُستهلك في قول الفعل إبراهيم الكوني