قبل سنوات تقدر بثلاثين سنة تزيد أو تنقص في العمر الزمني سافرت الي بريطانيا لطلب العلم وفي كلية ( HASTINGS ) شاهدت الطلبة يكتبون ويتعلمون على جهاز الكمبيوتر نظرت لهم بأستغراب وكيف تنقر أياديهم على اللوحة فتخرج كتابة على الشاشة بدون قلم مرسام أوحبر فأقتربت منهم وأنا خايف يترقب وتشجعت وجلست أمام أحد الأجهزة الكمبيوترية وأخذت أقلدهم وأنقر بأصبعي على لوحة المفاتيح وكلما خرج الحرف المكتوب على الشاشة شعرت بسعادة الإنجاز ومع الاستمرارية والمراقبة والتوجيه والتحفيز والتعلم بالمحاولة والخطأ و بسيكولوجيا التطور الإدراكي الذي يبدأ من البسيط إلى المعقد وبالعقل الذي يصنع المفهوم وفق مراحل تعلمت الكتابة على الكمبيوتر وعندها أخذتني العزة بالنفس لانني تعلمت بدايات الكمبيوتر وشعرت انني وصلت الي مرحلة عليا في التعلم والتعليم .

ومع أستمرارية الأيام تتطور الثورة التكنولوجية المعلوماتية وينتشر الكمبيوتر وتقر وزارة التعليم تدريس الحاسب الالي في مدارسها وتدخله في العملية التعليمية وتحث المعلمين على تعلمه والعمل به في العملية التعليمية وتنشره كذلك في المدارس في مصادر التعلم ويتم التطور والتطوير فكانت المنتجات التكنولوجية وسائل مهمة في إدارة العملية التعليمية، وفي عرض ومناقشة المادة العلميةبشبكة الإنترنت بهذه الوسائل المستحدثةُ جنبا إلى جنب مع غيرها من الوسائل التعليمية التقليديةِ كالسبورة واللوحات والخرائط الإيضاحية وغيرها ودخلت معها قاعات الدرس والمختبرات لتُعاونها في أداء وظيفتها، وسرعان ما زاحمتها وأخذت التقنية النصيب الأوفر في هذه المهمة التعليمية لانتشارها وسهولة الحصول على التقنية حتى صار ان غالبية الطلاب معهم كمبيوتر يحمله في جيبه وبين يديه ولايكاد يستغني عنه .

ومع المتابعة المستمرة التي تقوم بها وزارة التعليم لمدارسها عن طريق المشرف التربوي واقامة الدورات التدريبية وتجهيز كتبها لتوافق المرحلة الاكترونية الا ان بعض المعلمين مازال تقليديا في ايصال المعلومة للطالب المتعلم عبر التقنية الحديثة رغم انها متعة هذا الزمان والجيل …

ومع الجائحة وفرض التباعد الاجتماعي خوفا من انتشار مرض كورونا كانت للمراحل السابقة تهئية في تطبيق التعلم الاكتروني عن بعد إلزاميا عن طريق منصة مدرستي ومع القرارات والتدريب والجهد المبذول الذي قامت به وزارة التعليم صار الحلم حقيقة وصعدنا الي درجات عليا في التعلم الاكتروني وتوجيه ابنائنا الطلاب الي التعلم والتعليم بمدرستي عن طريق اجهزتهم بدلا من هدر اوقاتهم فالتعليم الافتراضي عن بعد من الطرائق الحديثة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بواقعية الحياة فهو افتراضيٌّ في آلياته وأدواته، واقعيّ في تعايشه وعلاقاته التنظيرية والتطبيقية.والمجتمعية وواقعي نتيجة التفاعلات التي تحدث بين هذه البيئة الافتراضية التعليمية التكنولوجية وذلك رغبة في التطور والتجديد بعيدًا عن التقليدية وتفاديًا للتراجع والركود المعرفي البيّن في ظل هذا الازدهار الحضاري الذي نعيشة وفق رؤية 2020.

ومع هذا التطور الاكتروني التعليمي والتهئية له وتطبيقه سهلا وواقعيا في منصة مدرستي لايسعني الا أن أردد فوق هام السحب ياموطني وحفظ الله قيادتنا الحكيمة التي دعمت التعليم حتى وصلنا الي مرحلة عليا في التعليم الاكتروني بنتايج ايجابية تحقق الهدف المراد تحقيقة بكل تميز وإبداع ،،