عاماً بدأ يُلملم ذاته للرحيل محملاً بأوراق حبر بين ثناياه وسطورهٰـ نعيش فصولاً بأكملها ويعترينا خريف يسقط الكثير لكل منا حكاية ألم دهشه العطشى مخباة بين حروف رواية.. يكاد العمر كأوراق الفصول لم يعد فصل الربيع رونقه كما كان بدأ متصالحاً مع فصول أخرى أقرب للخريف تختلف معنى الأيام في كل عام نكبر به كم من قلب يمتلك ممحاة سحرية لذاكرة يستقبل بها عامه الجديد كطفل كلما مر بفرحه نسى ما أبكاه ..

ورقة مُتعبة ؛ نتغير عاماً تلو الأخر لم نعد نقدر أن نجد لمواقف الأخرين وعثراتهم بحياتنا تبريرات لمشاعرنا وأن نبقى ضمن دائرة مغلقة مهما أحببناهم والابتعاد عن التفاصيل الصغيرة أقل ما تسطره مسافات البعد والاغتراب عن الذات لم نعد نقوى أداء دوراً في الرواية نلهث وراء اللأشي ..عام يهمس لنا بأعتذراته التي لا يشفيها عمر ولا يداويها زمن وما يجلبه ألم وراء آخر أكان من الأجدر أن نكون أمامهم صفحات بيضاء لا تحتاج كل هذا التعب أن يقرؤا ما يُكتب بها !

ورقة مهشمة ؛ ربما في مرحلة ما نحتاج أن نكون كما نريد وليس كما يريده الأخرون ..نحتاج أن نفتح نوافذ أعماقنا وقلوبنا من جديد ونعيد ترتيب حساباتنا مع أنفسنا والأخرون ومع العمر أن نسقط من أيامنا وجوه ونفوس لطالما أتعبتنا ومنحناها كل ما نملك .. نحتاج أن نقف أمام الجمال نشتم شذا الورد حين الغروب شعور بالفرح كشروق الشمس قد نرى ما حولنا كرائحة الياسمين لا نمر من أمامها دون أن نلمس عبقها وأن نراها كما هي .. وأن ندرك أن البحث عن السعادة متعبا للنفس لكن رؤيه ألوانها في أيامنا واكتشافها راحة للنفس قادرين على التمسك بالحياة كما هي أن نكتشف انفسنا والأخرين بجمالهم وطبيعتهم ..

ورقة ممزقة ؛ كم كبرنا بألامنا وأدركنا احتياجنا لرحلة البحث عن الذات نبحث عن الربيع بأنفسنا وبكل من حولنا أن نبحث عن الطمأنينة والسكون الداخلي أشخاص مواقف علاقات وأشباه الرحيل حجم العطاء تغير لم يعد كما كان استهلك من ذاكرتنا الكثير .. حجم تقديرنا للأخرين تغير لم يعد كما كان هرمت قلوبنا كأوجاعنا كلما كبرنا لم نعد نستشعر بالخريف وربيع من حولنا عجزت شمس الصيف أن تذيب خيبات صقيع الشتاء ..

وثمة روايات أوراق وأوراق نقراها لكننا لا نجد متعة بها لأننا لم نتوقف بين السطور ولا نلتقط تفاصيلها فنغلقها ولا نعود أليها ألا عندما نعود لأنفسنا ونقرر أن نعيش التفاصيل …أمام حروف حب قيلت نبحث عن مفرداتها كلمات نرددها بين ظل سطر وأخر نعيش معها .. رائحة الياسمين التى طالما استوقفتنا وعلقت شذاها بِنَا حنين رواية بمن رحلوا وما زلنا نستنشق هواهم ولا نبرر لهم غيابهم ..

يأيها العام الذي أن ننتظر أن نضئ شموعه كُن بنا كما نحن نُريد أمنحنا فصول روايات لا تنتهي بخيبات أو انكسارات أمنحنا الفرصة نحيا حياة بلوحة جميلة أن لم نتمكن من الاحتفاظ بها لا ننسى جمال ألوانها .

الورقة الأخيرة ؛
هي .. وحدها المختبئة بأورقة العمر ..
تتنفس الحب حياة تستنشق حدود ذاتها ووجودها ..
في فصل من فصولها لم تعد قادرة على قراءة الرواية …
عاهدت نفسها مرارا وتكرارا أن تعود لمذكراتها أن تبدأ من جديد بالكتابة بمعانقة أوراقها وسيمفونية حروفها ..
ذاتها .. تشعر بالحاجة لأن تعيد الصداقة مع أوراقها أن تداعب موسيقى حبرها أن تعاتب جرحها
هل تقوى أن تعود الى لحظات الصدق ربما لتعود طفلة .. ربما من أشياء بحياتها أنهكتها وأخذت منها الكثير ..
ماذا ستكتب ؟
” أبحث عن ذاتي في مكان ما الى مكان ما لا أحد به سواي غريبة عن ذاتي وعن من حولي احتاج الى الزمن لأعيد تشكيل كياني من جديد ولمساحة تكون لي وحدي لأستغرق بها في أعماقي التي لم أعرف ماهيتها أتوق لشئ خارج حدود الزمن لأستعيد قدرتي على الاستمرار .. طويت الصفحة وأنا اليوم سأكتب التاريخ بداية التاريخ من أول الصفحة ..”