بعد صمتِ طويل خرجت وزارة التعليم عن صمتها وقالت ان التعليم في المرحلة القادمة سيكون عن بُعد وسيتم تقييم الوضع بعد سبعة أسابيع، العلة ليست في جائحة كورونا فهي درسُ قاسي أعاد ترتيب الأشياء دون مقدمات، تعليق الدراسة أو جعلها عن بُعد كلاهما سيان فليس هناك فرقُ واضح فالطلبة والطالبات بمنازلهم والطرقات ستهنأ بغفوةِ ضحويه قل أن تتكرر، التعليم سيعتمد على التقنية الحديثة في المرحلة المقبلة فمنصة مدرستي الإلكترونية وقناة عين الفضائية مدارس افتراضية أطلقتها وزارة التعليم لكي لا يُقال أين خططك البديلة في الأزمات، تلك البرامج في نظري لا تكفي لتعليم الطالب أو الطالبة وليست بالحل الأمثل الفعال خصوصاً في المراحل الدراسية الأولى ناهيك عن ضُعف إمكانيات بعض الأسر أو انعدامها وضعف شبكة الاتصالات المحلية في مناطق مختلفة من وطننا الغالي.

التعليم في زمن الكورونا يشبه إلى حدِ كبير السباحة في بحيرة ممتلئة بالقاذورات فالخطر سيكون مُحدقاً بالطلبة والطالبات وستكون قلوب الأُسر تنبض بالخوف ويغشاها القلق فإما الإصابة أو النجاه من ذلك الوباء الخفي.

وزارة التعليم تعمل وفق خططها المدروسة والتي لا يُشارك فيها المعلمين والمعلمات وهم أهل الميدان لكن ذلك لا يكفي فهناك وزارات كوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة الطاقة ووزارة الموارد البشرية ووزارة التجارة يجب أن يكون لها مبادرات لإنجاح العملية التعليمية والمساهمة في تخفيف الأعباء على الأُسر في ظل ارتفاع حجم التضخم لنسبِ عالية، يتسائل البعض كيف يمكن لتلك الوزارات المساهمة وهي ليست معينة بالشأن التعليمي، الإجابة ببساطة وباختصار شديد أن تقوم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بتخفيض أسعار باقات الإنترنت فمجانية منصة مدرستي إن كانت مجانية لا تكفي فولي أمر الطالب أو وليته سيبدأن في البحث عن مواقع تعليمية أكثر تركيزاً وفعالية وسيكون موقع اليوتيوب الأكثر زيارةً في أوقات الدراسة الالكترونية أيضاً أظن أن على الوزارة تقديم مبادرات بالتعاون مع المكتبات ومنافذ بيع أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية لتكون في متناول الجميع وبأسعارِ زهيدة لا تُثقل كاهل الأسر المُثقله من قبل، أيضاً لوزارة الطاقة دورُ كبير في المرحلة القادمة ففواتير الطاقة عالية والأسر ستقضي جُل وقتها بالمنازل وستكون عدادات الكهرباء في دورانِ كامل وبلا توقف فكيف ستتعامل وزارة الطاقة مع ذلك أظنها ستلتزم الصمت عملاً بالمقولة الشعرية أشرقت شمس الضحى من جبينك عفواً من جيوبك ؟.

وزارة الموارد البشرية ووزارة التجارة وزارتان تعملان ولكن بلا أثر فوزارة الموارد البشرية يجب عليها مساندة الأسر المحتاجة وفتح خط ساخن لاستقبال المكالمات الهاتفية من الأسر المتضررة وتقديم الدعم أياً كان شكله لمن يحتاج فمع الضغط ستكثر حالات العنف الأسري والعنف ضد الأطفال الذين هم جيل المستقل ، أما وزارة التجارة ومع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية فنقول لها في هذه المرحلة يُفضل أن تواصلي منامك فقد أصاب المجتمع الملل فلا حماية مُستهلك ولا أسعار تتناسب مع دخل المواطن ولا جمعيات تعاونية تقضي على ارتفاع الأسعار وتحقق التنافس على أرض الواقع.

لا يمكن أن ينجح التعليم بالتنظير والعمليات الترقيعيه نجاح التعليم مرهون بتظافر الجهود وبالعمل وفق خطط واضحة يشارك في صياغتها وإخراجها الجميع أفرادا ومؤسسات وينفذها على أرض الواقع وزارة التعليم المعنية بالشأن التعليمي، منذ ما يقارب الستة أشهر والتعليم عن بُعد وأمام وزارة التعليم كشف حساب ويكفي أن تكون مهارات التعلم كالقراءة والكتابة هي الحكم بين المتعلم ووزارته المؤقرة التي ومنذ زمن تطارد عبارة تطوير التعليم دون أن تمسك بها؟ .