يُجمع العالم على أن الحُب يكون من اول نظرة فأين تكون النظرة الأولى في المجتمعات العربية؟

من الطبيعي جداً أن تكون المرأة قبلة العِشق فالفطرة البشرية تقول ذلك ومن الطبيعي أن يكون ذلك الكائن مطارد من الجميع لأسباب مختلفة أيديولوجية وجنسية واقتصادية أيضاً لكن ليس من الطبيعي أن تبقى المرأة في المجتمعات العربية في أسفل درجات السلم الحضاري ليس لأنها بشر بل لأنها أُنثى وظيفتها الولادة والتربية وتفريغ شهوة الرجال فقط.

في أدبنا العربي الكثير من النصوص التي تتحدث عن جمال المرأة وتناسق قوامها ومعجزة وجود بعض الأعضاء المثيرة، تلك النصوص يقف عليها قراء الأدب العربي بدهشة فالمرأة في نظر الشعراء جميلة وغاية المُنى فلماذا لا يتحدثون عن حقوقها المسلوبة!

العصر الجاهلي من أكثر العصور تغزلاً بالمرأة والشواهد على ذلك كثيرة فجسدها في ذلك العصر كان بمثابة شيطان الشعر فلا تكاد تخلو قصيدة من وصف عُذري أو فاحش ولا يكاد يسلم منها شيء حتى باطن قدميها، ذلك العصر (العصر الجاهلي) كان أيضاً من أشد العصور ظلامية فالمرأة وإن كانت عنوان القصيدة إلا أنها العار الذي يجب دفنه ودسه بالتُراب، الإنسان ابن بيئته ومن النادر أن يخرج الفرد من الدائرة المرسومة له وبما أن العصر الجاهلي عصر الشعر والبطولات كما يسميه البعض فهو عصر الظلام يمد الحاضر والمستقبل ببعض قبائحه النتنه، المرأة عنوان القصيدة والحياة أسطورة فريدة ومخلوقُ عجيب فتضاريس جسدها وهيئتها الخارجية وروحها الطاهرة عوامل تحفز العقل على الإبداع والنفس على الإطمئنان، لكن كل ذلك لا يكفي فالحاضر والمستقبل يستمد من الماضي الشيء الكثير والمجتمعات تتمسك بالسلوكيات والممارسات الغير سويه لأنها تعتقد أن في ذلك نجاه وصواب، الوأد القديم كان بالتُراب أما اليوم فمحله البيت فالمرأة ناقصة عقل ودين ولا تستطيع تدبير شؤونها من دون الولي الذي قد يكون طفلاً قاصراً بحاجة للمساعدة ، مجتمعات متناقضة تجدها شعراً مرهفة الإحساس لكنها في الواقع عكس ذلك وهذا هو الانفصام في أبسط صورة ومظاهره ، نظرة المجتمعات العربية تجاه المرأة نظرة تتمحور حول أعضاءها التناسلية شعراً ونثراً ووعظاً وفقهاً وهذه هي الحقيقة فهي ليست سوى جسد لا قيمة لها بدونه القيمة الفعلية فيما تمتلكه من أعضاء ونظرة الحُب العربية تكون في جمال وتناسق جسدها ومابه من أعضاء تناسلية فقط وهذه حقيقة اتعبت دارسي وقارئي تراثنا الأدبي القديم والحديث على حدِ سواء .