بعد السماح ورفع الحضر وبعد أخذ الإجراءات الاحترازية وبعد التوكل على الله خرجت من منزلي انا وأبني لأخذ جوله ولشراء بعض الاحتياجات الضرورية من التموينات والصيدلية وأثناء السير وكأنها بداية حياة جديدة الشوارع نظيفة والسماء صافية والاشجار خضراء وكأننا في مدينة أخرى غير مدينتي التي عرفت ، ففرحت وأستمتعت بما شاهدت من جمال بصري يسر الناظرين ومع نشوة هذا الفرح والسرور الداخلي غيرت طريقي الي شارع آخر وإذا بأبني يفأجأني بقوله في هذا المبنى كان يحجر بعض المشتبه فيهم بأصابتهم بكورونا فدق قلبي وبدأ يتسلل له الخوف وفوبيا مرض كورورنا لكنني تمالكت نفسي وكأنني لم أسمع شيئًا ومن أجل أظهر أنني ذاك البطل الهمام الذي لايخاف وبدأ أبني يتحدث عن كورونا ومن أصيب بها وماهي الاعراض وأكثر الاشخاص الذين يشكل كورونا خطرا عليهم وكم أعمارهم وبدأت أحسب عمري كم وفي كل مرة أعد وأغلط محاولًا تصغير عمري مره أقول أنا في الثلاثينات ومرة في الأربعينات ومرة أحسبه بالميلادي ومرة بالهجري وحتى أصدق نفسي ولا أكذبها أطلع البطاقة الشخصية وأحاول أن أشاهد تاريخ الميلاد ولكن لصغر الخط لم أشاهده إلا بالنظارة فعندها شعرت أنني في دائرة الخطر وعلًي آخذ مزيدا من الحذر وأثناء حديث النفس واذا أتلقى الخبر الثاني وإذا يقول أبني أنه يتم حجز المصاب مده من الزمن ولايحق لأحد من أهله زيارته وقال لي مازحًا حتى لو أصبت يابابا لاسمح الله أعذرني لا نستطيع زيارتك ومساعدتك وخدمتك ( قالها مازحا مبتسما ) لكنها أثرت في قلبي الذي رق من الزمن فأرتبكت وزادت دقات قلبي وتراقصت وتفرعصت فرايصه وثقل جسمي ولم أقدر أركز وأتماسك عن ترعشات جسمي رغم أنني انا القوي الأمين لكنني من ما ألم بي حاولت الهروب والتفكير خارج الإطار والسيارة فرجعت الي الخلف و تذكرت حكايات ايام زمان والغول والبعبع والفوبيا واللوبيا وجاك هادم اللذات ومفرق الجماعات و الحقيقة التي لابد منها من حيث تدري ولاتدري وكيف شكله ولونه ومن اي جهةٍ يأتي فعندها توقفت عن قيادة السيارة وسلمتها لأبني وطالبته بالرجوع إلي المنزل وأثناء الطريق شاهدت مخبز التميز والفول فقلت توقف وهات فول وتميز من أجل ان نقوي قلبنا ونملا البطون وننسى الذي حصل وقيل وقال ،

وبعد هذا الفطور حاولت أنام وبينما أنا لا صاحي ولانايم رحت في أحلام اليقظة وطار الخيال أنني مصاب بالكورنا المذكورة وإذا الكل أبتعد عني ولا أستطيع أخالط أطفالي ولا زيارة أمي ( حفظها الله )ولا الذهاب الي أستراحتي وشرب قهوتي عند غنيماتي وشويهاتي فتخيلت وتخيلت الألم والمعاناة فعاهدت نفسي بعدم الخروج حتى لا أسبب المعاناة لنفسي ولاأحبابي وأهلي وناسي وقلت في نفسي من خاف سلم ، ومابين أنا في هذه الصراعات وحديث النفس والتخيلات والكوابيس وإذا بالمؤذن ينادي لصلاة الظهر فقمت وتوضأت وأستغفرت الله

وأديت الصلاة فأطمأن قلبي ورجع لدقاته الطبيعية فحمدت الله على الذي غير من حال لحال فعرفت أنها الحياة كذا وكذا تتغير بين وبين ويبقى الانسان أنسان بين الذكرى والنسيان ليعيش بين الرجا والخوف والامل والتوكل لحياة تغيب شمسها وتشرق من جديد إيذانا ببداية يوم جديد بكل تفاصيله وأحداثه فهي الحياة كذا بس نفهمها لنعيش بسلام وسعادة وحفظ من الرحمن الخالق الرحيم من كل شر ووباء وفيروس ،