كل شيء يرحل برحيلنا من هذه الحياة؛ إلا السمعة الطيبة، فهي حياةٌ بعد حياتنا، وحياةٌ خالدة لا تفنى بموت صاحبها وانقطاعه عن الدنيا.

وقد قال الشاعر:
قد مات قـوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قومٌ وهم في الناس أموات

وقال -تعالى-: ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) [ مريم:50]،
قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسير الآية: “يعني: الثناء الحسن”.

وعلى الجانب الآخر، يموت أناسٌ فلا يُؤسَى على فراقهم، ولا يُحزن على فقدهم؛ لماذا يا ترى؟ ببساطة لأنه لم يكن لهم آثار صالحة، ولا أعمالٌ نافعة، ولا إحسانٌ إلى الخلق، ولا بذل ولا شفقة ولا عطف ولا رحمة ولا خُلقٌ حسن.. يقول الله – تبارك تعالى- في أمثال هؤلاء: ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ.. ) [الدخان 29].

بل إنّ بعضهم ليبالغُ في أذاهُ في حياته فيتجنّبه الناس لِما يرون من سوءه، وقد وصفهم رسول الله ﷺ بقوله: “يا عائشة إن شر الناس عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه”

وختاماً:
دعونا نحسن إلى الخلق، ولنكن ذكرى طيبةً في أذهان الآخرين، ولنبتعد عن المشاحنات والعداوة والبغضاء، ولنُقدم الصفح والمغفرة والعذر للطرف الآخر دائماً.