أظن أن كورونا كشف لنا عن مخالفات تقوم بها العمالة الوافدة وكشفت عن تردي أوضاع تلك العمالة خصوصاً فيما يتعلق بالسكن فالكفيل همه ما يتقاضاه آخر كل شهر والمواطن والوطن ضحية ذلك الجشع الذي يجب أن يتوقف ولا يستمر، ثمانون بالمئة من إجمالي إصابات كورونا سببها العمالة الوافدة هذا ما صرحت به وزارة الصحة السبب الرئيسي للإصابة يكمن في جهل تلك العمالة بالإحتياطات الصحية وازدحام السكن بأعداد تفوق طاقته الإستيعابية، لمحاصرة إنتشار الوباء اتخذت الدولة عدداً من الإجراءات من بينها إجراء عمليات مسح ميداني ونقل العمالة إلى مواقع خصصت للسكن والرعاية كالمدارس التي باتت ملاذاً آمناً للعمالة، تلك المدارس لم تتلقى في السابق أي مبادرات من قبل رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة واليوم تفترش عمالتها الفصول الدراسية وتتلقى بين جنباتها الرعاية اللازمة ، إجراءات الدولة لن ينساها التاريخ ولها نرفع القُبعه لكن أليس من المعقول مراجعة نظام الكفيل وتشديد الرقابة على سوق الاستقدام ووضع ضوابط لإسكان العمالة وإلزام الكفلاء سواءً كانوا شركات أو أفراد بتوفير مسكنِ مناسب خاضع للرقابة الدورية من قبل وزارة الموارد البشرية وهيئة حقوق الإنسان ووزارة الداخلية وامارات المناطق، الرقابة المشددة وتحسين الواقع المعيشي والسكني سيحكم السيطرة على تلك العمالة التي دفعتها الظروف المعيشية لأن تقبل بالواقع أو ترتكب الجريمة بشكلِ فردي أو مُنظم..

تلك العمالة لم تأتي من أجل سواد أعيننا كما يُقال بل من أجل المال وهذا لا يمنع معاملتهم بشكلِ إنساني والمعاملة هنا تبدأ من الكفيل الذي لا يهمه إلا زيادة رصيده البنكي، مؤسسات الدولة بدأت تتكفل بتلك العمالة دون أن نسمع عن دور الكفيل في هذه المرحلة فهل الكفيل سواءً مؤسسة أو فرد سيتم محاسبته وإلزامه بدفع تكاليف الاستضافة وهل سيتم التحقيق فكثيرُ من العمالة تعمل لحسابها وهذا ما يُسمى بالتستر التجاري.

واقع العمالة النظامية أحسن بكثير من واقع العمالة المخالفة لنظامي الإقامة والعمل والدولة قدمت الكثير من المبادرات لكن بقي وعي المجتمع فالعمالة المخالفة يصعب السيطرة على تحركاتها ووجودها يُفضي لمايسمى بإقتصاد الظل وهنا تكمن الكارثة والمجتمع شريك في القضاء على وجود تلك الفئة من العمالة على أرض الوطن .

لوجود العمالة الأجنبية تداعياتِ أمنية واقتصادية واجتماعية فهي تشكل خطراً على التركيبة السكانية وعلى الاقتصاد وعلى كل شيء وهي شرُ لابد منه في بعض الأعمال لكن هناك أعمال يستطيع الشاب السعودي والشابه القيام بها فعلينا التفكير والبدء بجدية في كيفية التخلص من العمالة التي أرهقت البلاد والعباد علي مدى عقود طويلة فالأوطان لا يبنيها بإخلاص إلا أبناءها ولعل في جائحة كورونا درسُ نستفيد منه مستقبلاً ونعالج مشكلة أرهقتنا كثيراً ..