الأدب يُخلد الأزمات ويحول تفاصيلها لمادةِ أدبية مشوقة فهناك الكثير من الروايات التي خلدت كوارث وجعلتها مادة يعيش تفاصيلها القراء على مر العصور، جائحة كورونا الغير متوقعة ستصبح عما قريب مادة أدبية للكتاب والشعراء وأقصد بالكتاب هنا كتاب القصص والروايات ممن سيدفعهم الشغف لسبر أغوار هذا الوباء وتحويله لمادة تتناقلها الأجيال، لكورونا تبعاتِ ثقافية واقتصادية واجتماعية وصحية ولن تخرج المجتمعات من هذه الجائحة بتكاليف يسيرة بل ستكون التكاليف باهظة والتداعيات لن تتوقف عند حدود معينة، المنح في المحن والمجتمع الحي من يحول المحن لمنحِ لا تُمحى من الذاكرة، بالتأكيد ستكون هناك أعمال تجارية لا ترقى لمستوى الذائقة الأدبية وهذا أمرُ طبيعي فنحن في زمن الشهرة والبحث عن المال بأي طريقةِ كانت، وزارة الثقافة وعبر هيئة الأدب والنشر السعودية المولودة حديثاً أمامها مسؤولية احتضان المواهب ودعم الأقلام المسؤولة ونشر الأدب السعودي، أطلقت الوزارة والهيئة مبادرة اسمتها أدب العُزلة بعد قرارات منع التجول وحظر الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، تلك المبادرة تهدف إلى تخفيف الضغط النفسي فالكتابة تخفف الضغط النفسي وتستخدم في كثيرِ من البلدان كعلاج لبعض الحالات النفسية وتهدف أيضاً لملء الفراغ الذي يحيط بالافراد ولا ننسى تشجيع المواهب لتبدع وتنشط فيما تجيده.

كمتابع للحراك الأدبي والفني انتظر أعمال خالدة فنية وأدبية فجائحة كورونا يجب أن تُخلد في ذاكرة الأجيال القادمة فعلى الرغم من تكاليفها التي ستكون باهظة إلا أنها درسُ عظيم كشف عن جوانب كانت بالنسبة للغالبية لا تمثل لهم شيئاً لكن بعد جائحة كورونا باتت تلك الجوانب نِعمُ لا يتمنى المجتمع فقدانها، فهل سنرى أعمال أدبية وفنية تستحق القراءة والدراسة والاهتمام فالعزلة بوابة الإبداع إذا أحسن الفرد استغلالها.