إن التنمر آفة ومصيبة على صاحبها وعلى المتنمر عليه، وأخص حديثي بالتنمر الإلكتروني لوقع الكثير فيه وهو يشعر بأنه بعيد عنه، إن يكتب أحدهم شيء يخصه فتحاول الاستخفاف به فذاك من التنمر، أن ينشر أحدهم مشاعره وتسخط منها فذاك تنمر، أن تسب شخص لأنه لا يعجبك فذاك تنمر، أن يضع أحدهم صورة له فتصفها وصفًا يجرحه فذاك تنمر، ليست المصيبة في التنمر وإنما المصيبة فيما ينتجه هذا التنمر، تعديك على أحدهم؛ لأنك ترى أنك أقوى منه! في العادة إن كنت أنت القوي وجب عليك أن ترحم الضعيف لا أن تظهر له قوتك!

نحن بحاجة لزيادة في الخطاب التوعوي لبيان خطورة التنمر، فالمتنمر قد يتعرض لعقوبة قانونية كان غافلا عنها عند تنمر وظن أنه بمأمن، ومن تعرض لتنمر لا تعلم كيف ستكون ردة فعله!

وأهم أسباب انتشار ظاهرة التنمر والتعدي على الذات هو الخلط بين ذات الشخص والمحتوى، فالمحتوى يحتمل النقد الإيجابي والسلبي والنقد الإيجابي مقدم دائما، لذلك نحتاج إلى رسائل ومقاطع قصيرة وصور لتبيان التنمر بكل أشكاله وخطورته.