١٠ رسائل ذهبية إلى الشباب؛ إليكم القسم الثاني منها:

الرسالة السابعة: قواعد للحياة:
وهنا سأشير إشارتين رئيسيتين..

الأولى: الترابط العائلي! فكثير من الناجحين اليوم عندما نسألهم بعد ما وصلوا إليه من النجاح؛ نراهم يندمون ويتحسرون على عدم قضاء وقتٍ كافٍ مع أُسرهم؛ إذاً فعلينا تخصيص وقتٍ يومي لقضاءه مع الأسرة.
الإشارة الثانية: المبادئ أولاً! دائماً علينا أن نقدم المبادئ على المصالح؛ فلو عُرض عليك أي عرض؛ سواءً كان وظيفة أو كان أي عملٍ ما، فانظر هل يتوافق مع مبادئك أم يُخالفها؛ فإن كان يخالفها فاعتذر، وأما إن كان يتوافق فتوكل على الله وامضِ به.

الرسالة الثامنة: نموذج عجلة الحياة المتوازنة:
فإن سألني أحدهم: ما هو النجاح؟ فسأقول التوازن!

والتوازن يكون في ثمانية معايير رئيسية: العقل، والروح، والنفس، والجسد أي الصحة، والمال، والأسرة، والحياة الاجتماعية، وأخيراً الوظيفة أو المهنة.

الرسالة التاسعة: النجاح مع الذات:
وهنا سأشيرُ إشاراتٍ مطوّلة لأهمية الموضوع. وقد يفهم البعض من منطوق العبارة أنه سهل؛ ولكنه حتماً صعب ويحتاج إلى جهدٍ في التطبيق..

الإشارة الأولى: أنت مسؤول عما يحدث لك؛ فالذي فشل؛ هو من قرر أن يفشل والذي نجح؛ هو من قرر أن ينجح! نعم هناك أسباب.. ولكن في نهاية الأمر فإن الشخص يكون قد فشل، أو نجح. فلا تتصنّع الأعذار، أو تعلقها شماعةً على الأخرين وتجعل منهم السبب في عاقبة الأمر.
واليوم ترى ظاهرة منتشرة، وهي ظاهر التذمر، حتى أن هناك كتابًا أمريكياً عنوانه ٣٦٥ عذر لكل المناسبات، وأتذكر أن أحد الأصحاب ماتت جدته ثلاث مرات وكان موتها شماعة يُعلق فيها كثرة اعتذاراته! وبالأمس فقط في حديث مع أحد الزملاء عددت خلفه ٢٦ عذراً لعدم وجود وظائف مناسبة لتخصصه، ثم أوقفته وأخبرته أن ما بقي هو أن يستسلم! فانهار عليّ بالكلام بأنه لا يُريد أن يستسلم وسيفعل ويفعل، فقلت
له يا صديقي لقد فهمت الدرس فالحياة إما استسلام أو جهادٌ وتعب وتجربة، ولك حرية الاختيار.

الإشارة الثانية: كن واضحاً مع نفسك!
ماذا تريد من هذه الحياة؟ وماذا تريد من هذا العلاقة وماذا تريد من هذا الإنجاز؟! إن كثيراً من الناس اليوم لا يعرفون ماذا يريدون من هذه الحياة، وأذكر أحد الأشخاص وكان يدعي أنه لا يهتم بإطهار التفوق المالي على من حوله، وعندما أعطيناه بعضاً من المال فإذا بنفسه وبحاله تتغير، لذا فلتكن واضحاً مع نفسك منذ البداية! وهنا أشير لفائدة تعلمتها من أحد المربين، وهي الخلوة مع الذات.. إذا حل الليل وأُسدل الظلام فاخلو بنفسك، وخذ ورقةً وقلماً وأجب على هذين السؤالين: ١- ماذا تريد أنت من الحياة؟ ٢- ما هي عيوبك؟ دوِّنها وراجعها بين فترة وأخرى وحاول دائماً أن تُقلص هذه القائمة من العيوب.

الإشارة الثالثة: كُن صاحب إرادة.
بمعنى ، تخيل أن شخصاً قرأ جميع كتب السباحة، ولكن ليس لديه إرادة ليسبح.. إذاً وببساطة لن يستطيع السباحة. ولو أعطينا شخصاً آخر كل مهارات القراءة السريعة؛ بينما ليس لديه إرادةٌ لأن يقرأ؛ فلن يقرأ شيئاً. وأذكر أحد الأمهات الحريصة على نجاح ابنها دراسياً، وقد هيّأت له الأجواء المناسبة للدراسة في غرفته ووضعت له الكتب وتركَتْه، فذهبْتُ إليه بعد حين، وسألته: هل تدرس؟ فأجابني: لا ولكني فقط أُقلِّب الصفحات.
إذاً لم تكن لديه الإرادة ليصبح طالباً ناجحاً في المدرسة!
وبالمثل في هذه الرسائل العشر الذهبية، إن لم تكن لديك إرادةٌ لتطبيقها؛ فلن أستطيع لا أنا ولا غيري إعطاءك الإرادة!
إذاً كن صاحب إرادة.

الرسالة العاشرة:
وإن كانت هناك رسالة واحدة فقط أخبرك إياها اليوم فهي هذه الرسالة الأخيرة..
وهي : علوّ الهمة!
يقول ابن الجوزي: تأملت سبب الفضائل؛ فإذا هو علوّ الهمة!